دراسة: قضاء بعض الوقت أمام الشاشات قد يكون صحيًا للأطفال

بقلم | فريق التحرير | الاثنين 24 نوفمبر 2025 - 06:24 ص

على عكس الاعتقاد السائد بين الآباء يشان مخاطر تعرض الأطفال للشاشات، توصلت دراسة حديثة إلى أن قضاء بعض الوقت أمامها قد يكون صحيًا لهم.

استند الباحثون في جامعة جنوب أستراليا إلى تحليل بيانات أكثر من 133 ألف طفل ومراهق تحت سن 18 عامًا. ووجدوا أن الأدوات الرقمية؛ مثل تطبيقات الصحة، وأجهزة تتبع اللياقة البدنية، والبرامج عبر الإنترنت ساعدت في تحسين النشاط البدني والنظام الغذائي والوزن.

أدوات الصحة الرقمية

وأظهرت النتائج أن الأطفال والمراهقين الذين يستخدمون أدوات الصحة الرقمية كانوا أكثر نشاطًا بدنيًا، حيث حصلوا على حوالي 10 إلى 20 دقيقة إضافية من النشاط المعتدل إلى القوي كل يوم.

كما أنهم تناولوا طعامًا أفضل، بما في ذلك تناول المزيد من الفواكه والخضروات وأطعمة أقل احتواءً على الدهون.

وكانت التغيرات في الوزن صغيرة، لكن كانت هناك تحسينات ثابتة في وزن الجسم ودهون الجسم.

وبعض البرامج تساعد الأطفال على الجلوس لمدة أقل تتراوح بين 20 إلى 25 دقيقة يوميًا. لكن لم يظهر أي تحسن واضح فيما يتعلق بالنوم، على ما أفادت وكالة "يو بي آي".

علاوة على ذلك، تفاوتت فعالية الأدوات المختلفة لتحقيق أهداف متباينة. فكان لتطبيقات الهاتف المحمول التأثير الأكبر على النظام الغذائي والوزن، بينما كانت الأجهزة القابلة للارتداء، مثل أجهزة تتبع اللياقة البدنية، هي الأفضل في تقليل وقت الجلوس.

وكان لطول البرنامج أيضًا تأثيرٌ مهم. فالبرامج الأقصر التي تستمر ثمانية أسابيع أو أقل كانت الأفضل لتعزيز النشاط البدني، بينما كانت البرامج الأطول التي تستمر 12 أسبوعًا أو أكثر أكثر فعاليةً في التحكم بالوزن.

الإصابة بالسمنة والسكري وأمراض القلب

وقال بن سينج، الباحث الرئيس في الدراسة، في بيان صحفي: "على الرغم من أن معظم الشباب يدركون أهمية تناول الطعام الجيد وممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم، إلا أن الكثير منهم ما زالوا لا يلتزمون بالإرشادات الصحية الموصى بها، مما يعرضهم لخطر أكبر للإصابة بالسمنة والسكري وأمراض القلب".

وأضاف أن "أبحاثنا تظهر أن أدوات وتطبيقات الصحة الرقمية يمكن أن تعمل على تحسين النشاط البدني للأطفال ونظامهم الغذائي ووزنهم بشكل كبير، مما يضعهم على مسار صحي أفضل مدى الحياة".

وأشار إلى أن الأطفال والمراهقين يشعرون بالفعل بالراحة في استخدام التكنولوجيا، مما يجعل هذه الأدوات أسهل في الاستخدام.

ولأن الأطفال والمراهقين نشأوا مع التكنولوجيا، فهم بطبيعتهم منفتحون على استخدام التطبيقات، كما أوضح. وأضاف: "إنها سهلة المنال، وتفاعلية، وسهلة التطوير، مما يجعلها خيارًا ممتازًا للمدارس والبرامج المجتمعية التي تشجع على أنماط حياة صحية".

الخمول والسمنة لدى الأطفال

تأتي هذه النتائج في وقت لا زال فيه الخمول والسمنة لدى الأطفال يُشكّلان مصدر قلقٍ عالميٍ كبير. تُقدّر منظمة الصحة العالمية أن 80 بالمائة من المراهقين لا يمارسون نشاطًا كافيًا، وأن حوالي 390 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عامًا يعانون من زيادة الوزن، منهم 160 مليونًا يعانون من السمنة.

وجمعت هذه الدراسة، التي نشرت مؤخرًا في مجلة أبحاث الإنترنت الطبية ، نتائج 25 مراجعة منهجية تبحث في أدوات مثل تطبيقات الهاتف المحمول، والأجهزة القابلة للارتداء، والرسائل النصية، وألعاب الفيديو وغيرها من المنصات عبر الإنترنت.

وقال سينج إن المدارس وصناع السياسات يمكنهم استخدام النتائج لإدخال المزيد من هذه الأدوات إلى البيئات اليومية.

وأضاف "من خلال دمج التطبيقات والأجهزة القابلة للارتداء المستندة إلى الأدلة في المدارس وبرامج الرعاية الصحية الأولية والمجتمع، يمكننا أن نجعل العادات الصحية أكثر جاذبية وسهولة في الوصول إليها بالنسبة للشباب".

علاوة على ذلك، قال سينج: "إن الجمع بين الأدوات الرقمية والدعم البشري البسيط - من المعلمين وأولياء الأمور أو مدربي الصحة - يمكن أن يُسهم أيضًا في الحفاظ على مستوى عالٍ من التحفيز. إذا استطعنا تشجيع استخدام الأدوات الرقمية الصحية منذ الصغر، فلدينا فرصة حقيقية لمساعدة الأطفال والمراهقين على اكتساب عادات صحية تدوم مدى الحياة".