بعض الناس يعانون من جفاف الفم حتى مع الحرص على شرب الماء باستمرار، الأمر الذي قد يكشف عن مشكلة مناعية خطيرة.
وتقول الدكتورة فيليبا كاي، الطبيبة العامة في بريطانيا: يمكن أن يكون جفاف الفم علامة على أي شيء بدءًا من الجفاف وحتى حالة المناعة الذاتية.
ويحدث جفاف الفم عندما لا تنتج الغدد الموجودة في الفم ما يكفي من اللعاب للحفاظ على ترطيب الفم.
يعاني معظم الناس من هذه الأعراض مؤقتًا في مرحلة ما، عادةً إما بسبب الجفاف أو التوتر أو نزلة برد. ومع ذلك، يُصاب آخرون بمشكلة طويلة الأمد.
وفي أشد حالاته، يمكن أن يكون مشكلة منهكة بشكل مدهش لأنه يمكن أن يؤثر على الكلام والبلع والتذوق وحتى يزيد من خطر الإصابة بعدوى الفم، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل".
ويُعد جفاف الفم من الآثار الجانبية الشائعة للأدوية. ومن المعروف أن مضادات الاكتئاب، ومضادات الذهان، ومضادات الهيستامين، ومرخيات العضلات، وأدوية سلس البول، وأقراص علاج ارتفاع ضغط الدم، كلها عوامل تُسبب جفاف الفم.
ويجب على المرضى الذين يشكون في أن جفاف الفم لديهم قد يكون ناجمًا عن أدويتهم ويعانون من الآثار الجانبية أن يتحدثوا إلى الطبيب حول تقليل الجرعة أو العلاجات البديلة المحتملة التي يمكنهم تجربتها بدلاً من ذلك.
يمكن أن تؤثر علاجات طبية أخرى، مثل العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي، على الغدد اللعابية. في هذه الحالات، مع أن التأثير قد يخف بعد انتهاء العلاج، تتوفر أيضًا بخاخات وجل لعاب اصطناعي للحفاظ على رطوبة الفم.
هناك أيضًا عدد من الأمراض التي قد تُسبب جفاف الفم. من بينها متلازمة شوجرن، التي تحدث عندما يبدأ الجهاز المناعي في الجسم بمهاجمة الغدد المُنتجة للدموع واللعاب، مما يؤدي إلى جفاف الفم والعينين.
إذا اشتبه الطبيب في إصابة المريض بهذه المتلازمة، فقد يحيله إلى أخصائي، مثل طبيب أمراض الروماتيزم أو طبيب عيون، ليتمكن من تشخيص الحالة. قد يُجري الأخصائي فحص دم للكشف عن علامات متلازمة شوغرن.
مع ذلك، لا يظهر المرض دائمًا في الدم. قد يُطلب من بعض المرضى إجراء اختبار تدفق اللعاب، والذي يتضمن البصق في وعاء لفترة زمنية محددة لمعرفة كمية اللعاب المُنتَجة.
لا يوجد علاج لمتلازمة شوجرن، ولكن يمكن السيطرة على أعراضها، عادةً باستخدام بدائل اللعاب. كما توجد أدوية، مثل أقراص بيلوكاربين، تُحفز الغدد على إنتاج المزيد من اللعاب.
يمكن لمرض السكري أن يُسبب جفاف الفم أيضًا. يُمكن أيضًا علاج السكري الكامن - عادةً بتغيير النظام الغذائي، وتناول أدوية خافضة لسكر الدم عند الحاجة - لمكافحة جفاف الفم.
يمكن أن يؤدي مرض باركنسون، وهو اضطراب دماغي تدريجي، إلى جفاف الفم. وللأسف، تُسبب علاجات باركنسون، مثل دواء ليفودوبا، جفاف الفم أيضًا.
يُنصح المرضى عادةً بمضغ علكة أو أقراص خالية من السكر، مما يُحفز إنتاج اللعاب. في الحالات الشديدة، قد يحتاج مرضى باركنسون إلى استخدام بدائل اللعاب.