يوم الجمعة يلزمه استعداد روحي وجسدي.. كيف أتهيأ له؟
بقلم |
فريق التحرير |
الخميس 04 ديسمبر 2025 - 10:19 م
تُعدّ صلاة الجمعة من أعظم شعائر الإسلام، فهي يومٌ تتنزّل فيه الرحمات، وتجتمع فيه القلوب على ذكر الله، وقد خصّه الله بسورة كاملة تُذكّر المسلمين بفضله ومكانته. ولأنّ هذا اليوم له شأنٌ كبير، فإن الاستعداد له ليس أمرًا ثانويًا، بل هو عبادة تُقرّب العبد من ربّه وتزيده رفعةً وأجرًا.
أولًا: الاستعداد الروحي قبل الجمعة
1. تجديد النية وتعظيم الشعيرة
يبدأ المسلم يومه باستحضار نية تعظيم هذا اليوم، والحرص على حضور الخطبة والصلاة بخشوع. فاستشعار فضل الجمعة يجعل القلب أكثر إقبالًا على الطاعة.
2. الإكثار من الذكر والصلاة على النبي ﷺ
من السنن المؤكدة كثرة الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها، إضافة إلى الإكثار من الاستغفار والدعاء، خاصة في الساعة التي قبل الغروب، وهي ساعة إجابة.
3. قراءة سورة الكهف
ورد فضل عظيم لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة، فقد تكون نورًا للمسلم ما بين الجمعتين، وتعينه على الثبات أمام الفتن.
ثانيًا: الاستعداد الجسدي
1. الاغتسال والتطيّب
من سنن الجمعة المؤكدة الاغتسال قبل الذهاب إلى المسجد، واستخدام الطيب ولبس أجمل الثياب؛ لأن المسلم يقف بين يدي الله في يوم عيد أسبوعي.
2. قصّ الأظافر وتنظيف الجسد
يُستحب تنظيف الجسد، وتسريح الشعر، وتهذيب اللحية، وكل ما يجعل المسلم حسن المظهر محترم الهيئة.
3. استخدام السواك
السواك سُنّة مؤكّدة في كل صلاة، ويتأكد في الجمعة لما فيه من تطهير للفم وإكرامٌ للمسجد والناس..
ثالثًا: الذهاب إلى المسجد باكرًا
1. المشي إلى المسجد بسكينة
يُستحب الخروج مبكرًا للمسجد، مشيًا بسكينة ووقار، فقد ورد أن المبكرين يكتب لهم أجر عظيم كأجر من قدّم قربانًا لله.
2. الجلوس في الصفوف الأولى
الحرص على المسجد الأول والصفوف الأولى يمنح المصلي مزيدًا من الخشوع، ويجنّبه التشويش.
3. قراءة القرآن حتى بدء الخطبة
يفضل الانشغال بالتلاوة أو الذكر بصوت خافت، دون رفع الصوت أو إزعاج المصلين..
رابعًا: آداب أثناء الخطبة والصلاة
1. الإنصات التام للخطبة
يحرم الكلام أثناء الخطبة ولو بالأمر بالمعروف أو السلام، ومن لغى فلا جمعة له. الاستماع كلمة بكلمة من أهم آداب هذا اليوم.
2. إغلاق الهاتف وعدم العبث
من تمام حضور القلب الابتعاد عن كل ما يشتت الانتباه، مثل الهاتف أو النظر في أرجاء المسجد.
3. الدعاء بين الخطبتين
الدعاء في هذا الوقت مستحب، فهو من اللحظات المباركة.
خامسًا: بعد الصلاة… استمرار البركة
1. صلة الرحم
يُستحب للمسلم أن يغتنم يوم الجمعة في زيارة أهله ووالديه، أو حتى سؤالهم بشكل يحقق الأجر.
2. الاستغفار والصلاة على النبي ﷺ
الجمعة يوم ممتد ببركته، وذكر الله فيه أحسن عمل.
3. ختم اليوم بالطاعة
سواء بقراءة القرآن أو حضور درس علم أو صدقة، فالأعمال الصالحة في هذا اليوم مضاعفة أثرًا وبركة.
وختاما فإن التهيؤ لصلاة الجمعة ليس مجرد فعل روتيني، بل هو عبادة تُهذّب النفس، وتغرس في المسلم روح الالتزام والسكينة. وكلما عظّم العبد هذا اليوم وأحسن الاستعداد له، ازداد من خيرات الجمعة، وخرج منها بقلبٍ أنقى وروحٍ أقوى.