أشخاص يحبهم الله تعالى… نماذج إنسانية في ميزان القيم الإلهية
بقلم |
فريق التحرير |
الخميس 18 ديسمبر 2025 - 05:25 م
في زمن تتعدد فيه المقاييس وتختلط فيه المفاهيم، يظل ميزان الله تعالى ثابتًا لا يتغير، يرفع أقوامًا بصدقهم وأخلاقهم وأعمالهم الصالحة، ويجعل محبتهم غاية يتطلع إليها المؤمنون. وقد بيّن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة صفاتٍ واضحة لأشخاص نالوا محبة الله تعالى، لتكون نبراسًا يهدي القلوب والطريق.
المتقون… أهل القلوب الحية
في مقدمة هؤلاء يأتي المتقون، الذين يراقبون الله في السر والعلن، ويجعلون تقواه منهج حياة لا شعارًا عابرًا. قال تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ»، فهم الذين يمتثلون أوامره ويجتنبون نواهيه، فينعكس ذلك صفاءً في القلوب واستقامةً في السلوك.
المحسنون… أصحاب العطاء الخالص
الإحسان منزلة عالية، وهو أن يعبد الإنسان ربه كأنه يراه، وأن يحسن في قوله وفعله وتعاملاته. وقد جاء في القرآن الكريم: «وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»، فهم الذين يتقنون أعمالهم، ويزرعون الخير دون انتظار مقابل أو ثناء.
التوابون والمتطهرون… أهل الرجوع والنقاء
من رحمة الله بعباده أنه يحب من يخطئ ثم يعود، ويذنب ثم يستغفر، قال تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ». فالتوبة الصادقة تطهر القلوب، وتفتح أبواب الأمل أمام كل من أراد العودة إلى الله.
المتوكلون… واثقو القلوب
التوكل على الله ليس تواكلًا، بل هو اعتماد صادق على الله مع الأخذ بالأسباب. قال تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ»، فهم أصحاب قلوب مطمئنة، لا تهزهم الشدائد، لأن ثقتهم بالله أكبر من مخاوفهم.
العادلون… دعاة الإنصاف
العدل قيمة عظيمة بها تستقيم الحياة، وقد قرنها الله بمحبة خاصة فقال: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ». والعادلون هم الذين ينصفون الناس، ويحكمون بالحق، ولا يحملهم الهوى أو المصلحة على الظلم.
الصابرون… أصحاب النفوس الثابتة
الصبر عند البلاء، وعلى الطاعة، وعن المعصية، من أعظم الصفات التي تقرب العبد من ربه. قال تعالى: «وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ»، فهم الذين يواجهون المحن بثبات، ويجعلون من الألم طريقًا للأجر والرضا.
محبة الله تعالى ليست أمنية تُنال بالكلمات، بل منزلة تُدرك بالأعمال والقلوب الصادقة. وقد فتح الله أبواب هذه المحبة لكل من أرادها، وجعل صفات أهلها واضحة جلية، ليختار الإنسان طريقه عن بصيرة. فمن سعى لأن يكون من هؤلاء، فقد فاز بأعظم محبة، وسعادة لا تزول في الدنيا والآخرة.