بقلم |
فريق التحرير |
الاربعاء 31 ديسمبر 2025 - 09:05 م
مع مطلع كل عام جديد، تتجدد الآمال وتتسع مساحات الأمل في القلوب، ويشعر الإنسان برغبة صادقة في فتح صفحة جديدة، يطوي فيها أخطاء الماضي، ويخطّ فيها سطورًا أكثر إشراقًا للمستقبل. غير أن الفارق الحقيقي بين من يحلم بعامٍ أفضل ومن يصنعه فعليًا، هو قوة الإرادة وصدق العزيمة.
الإرادة… وقود البدايات
الإرادة هي المحرك الأول لكل تغيير حقيقي، فمن دونها تبقى الأهداف حبيسة الأمنيات. واستقبال العام الجديد بإرادة قوية يبدأ من قرار داخلي واعٍ، يُدرك صاحبه أن التغيير مسؤولية شخصية، لا تصنعه الظروف ولا تمنحه الأيام مجانًا. الإرادة تعني أن نقرر النهوض، حتى وإن تعثرنا من قبل، وأن نؤمن بأن الفشل محطة تعلّم لا نهاية طريق.
العزيمة الصادقة… سرّ الاستمرار
كثيرون يبدأون العام بحماس، لكن القليل فقط من يواصل الطريق حتى النهاية. وهنا تبرز أهمية العزيمة الصادقة، التي لا تهتز أمام أول عائق، ولا تخبو مع أول إخفاق. العزيمة تعني الالتزام، والصبر، ومجاهدة النفس، وتذكيرها دائمًا بسبب البداية وهدفها.
محاسبة النفس وتصحيح المسار
من الحكمة أن يكون استقبال العام الجديد وقفة صادقة مع النفس، نراجع فيها ما مضى بلا جلدٍ للذات ولا تبريرٍ للأخطاء. نُقوِّم سلوكنا، ونُحدِّد ما نريد الاستمرار فيه، وما يجب أن نتخلى عنه. فالمحاسبة الواعية تُنقّي النوايا، وتُمهّد لطريقٍ أكثر ثباتًا.
أهداف واقعية وخطط واضحة
الإرادة القوية تحتاج إلى أهداف واضحة قابلة للتنفيذ، لا إلى قرارات فضفاضة سرعان ما تتبدد. تقسيم الأهداف إلى مراحل صغيرة، ووضع خطة زمنية مرنة، يجعل النجاح أقرب، ويمنح النفس شعورًا بالإنجاز المستمر، وهو ما يعزز العزيمة ويغذي الإرادة.
التفاؤل والعمل… معًا
التفاؤل وحده لا يكفي، كما أن العمل بلا أمل يرهق الروح. واستقبال عام جديد بإرادة صادقة يعني الجمع بين حسن الظن بالله، والعمل الجاد، والسعي المستمر، مع يقينٍ بأن النتائج بيد الله، وأن الواجب علينا هو الأخذ بالأسباب.
القيم أساس الانطلاق
لا قيمة لعامٍ جديد بلا قيم تحكم مسيرته. فالصدق، والإخلاص، والإتقان، وتحمل المسؤولية، هي ركائز تبني إنسانًا قوي الإرادة ثابت العزيمة. ومن جعل القيم بوصلة لحياته، لن تضل به الطرق مهما تغيرت الظروف.
وفي الختام فإن العام الجديد ليس مجرد رقم في التقويم، بل فرصة متجددة لبناء الذات، وتصحيح المسار، وتجديد العهد مع النفس على أن نكون أفضل. وبإرادة قوية، وعزيمة صادقة، وإيمان عميق بأن الغد يمكن أن يكون أجمل، نستقبل عامًا جديدًا لا بالأماني وحدها، بل بالفعل والعمل والصدق مع الله ومع أنفسنا.