أخبار

سرُّ تفاوتِ الأيامِ والسِّنين… والعِبرةُ من تعاقبِ الدهور وتسارُعِ الزمان

كيف نستقبل عامًا جديدًا بإرادة قوية وعزيمة صادقة؟

أفضل الطرق الصحية لتناول البيض وأكثرها ضررًا

أكثر بكثير من الخمس المعروفة.. مفاجأة حول عدد الحواس التي يمتلكها الإنسان

أسماء خاتم المرسلين ..لماذا أعظمها محمد؟.. 7 تسموا به قبله ومات منهم 6 على الكفر

كيف تعرف الحق من الباطل؟.. هذه العلامة تكشف لك الفرق

زواج من نوع آخر.. لا تحل لنفسك الحرام بورقة باطلة!

قصة حقيقية تكشف كيف تجلب "كثرة الإستغفار" لك الرزق ويحقق أمنياتك؟.. يسردها عمرو خالد

كل لما بدعي دعوة لا تتيسر هل استمر فيها؟.. الدكتور عمرو خالد يجيب

لماذا تفرح بفضيحة غيرك؟.. تتبع عورة غيره فانكشفت عورته

سرُّ تفاوتِ الأيامِ والسِّنين… والعِبرةُ من تعاقبِ الدهور وتسارُعِ الزمان

بقلم | فريق التحرير | الاربعاء 31 ديسمبر 2025 - 09:16 م

في زحمةِ الحياة، وبين ضجيجِ الأحداث، تمرُّ الأيامُ مسرعةً كأنها ومضاتُ ضوء، وتتعاقبُ السِّنون فلا نكاد نلتفتُ إلى سرِّ هذا التفاوت العجيب بين يومٍ ثقيلٍ بطيء، ويومٍ خفيفٍ سريع، وسنةٍ حافلةٍ بالعطاء، وأخرى تمرُّ خاويةً إلا من الذكريات. إن تفاوتَ الأيام والسنين ليس مجرّد إحساسٍ نفسيٍّ عابر، بل هو حقيقةٌ كونية، وحكمةٌ ربانية، ودعوةٌ مفتوحةٌ للتأمل وأخذ العبرة.


الزمان آيةٌ من آيات الله

جعل الله تعالى الزمانَ إطارًا لحياة الإنسان، تتجلّى فيه سننه، وتُقاس به الأعمال والأعمار. قال سبحانه: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾. فالليلُ والنهارُ ليسا مجرد تعاقبٍ فلكيٍّ، بل ميدانٌ للاختبار، وساحةٌ للعمل، وفرصةٌ متجددةٌ للتوبة والإنابة.


لماذا تتفاوت الأيام؟

قد يمرُّ يومٌ ثقيلاً بطول ساعاته، ويأتي آخر كأنه لم يكن. والسرُّ في ذلك أن قيمةَ الزمن ليست بعدد ساعاته، بل بما يُملأ به من عملٍ ومعنى. يومٌ يُقضى في طاعةٍ أو نفعٍ أو هدفٍ واضح، يكون خفيفًا مباركًا، بينما يومٌ يضيع في اللهو والغفلة يبدو طويلاً مُثقلاً، قليلَ البركة.

وكذلك السنين؛ فهناك سنواتٌ تغيّر مسار الإنسان، وأخرى تمرُّ بلا أثر. سنةٌ واحدة قد تصنع عالِمًا، أو تُقيم أمة، أو توقظ قلبًا، بينما قد تمرُّ أعوامٌ لا تترك إلا مزيدًا من الحسرة.


تسارُعُ الأيام… رسالةٌ لا غفلة بعدها

يشعر كثيرون اليوم بأن الزمن يمرُّ أسرع من ذي قبل، وما ذلك إلا علامةٌ على انشغال القلوب، وتكاثر المشاغل، وضياع التركيز. كما أنه تذكيرٌ قاسٍ بقِصَر العمر، وأن ما مضى لن يعود. فالدهور لا تنتظر أحدًا، والزمان لا يتوقف ليتدارك الغافل ما فاته.

قال الحكماء: الوقتُ كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وهي حقيقةٌ يلمسها كل من فرّط في أيامه، ثم التفت فلم يجد في صحيفته إلا الفراغ.


العِبرة من تعاقب الدهور

إن في مرور السنين دروسًا لا تُحصى؛ فكم من قويٍّ أضعفه الزمان، وكم من غنيٍّ أفقرته الأيام، وكم من غافلٍ أيقظه حادثٌ واحد. الدهور تعلّم الإنسان أن الدنيا لا تثبت على حال، وأن البقاء فيها ليس للأقوى جسدًا، بل للأصلح عملًا، والأثبت مبدأً.


كيف نغتنم الزمن؟

إن الوعيَ بسرِّ تفاوت الأيام وتسارعها يفرض علينا أن نُحسن التعامل مع الوقت، وأن نجعل لكل يوم رسالة، ولكل سنة هدفًا. فالناجحون لا يملكون وقتًا أطول من غيرهم، لكنهم يحسنون استثماره، ويجعلون من أعمارهم رصيدًا من العمل الصالح والإنجاز النافع.


إن تفاوتَ الأيام والسنين، وتسارُعَ الزمان، ليس لغزًا بلا معنى، بل نداءٌ إلهيٌّ للتفكر، ودعوةٌ صادقةٌ لليقظة قبل فوات الأوان. فمن وعى رسالة الزمن، أحسن العيش، وخلّد أثره، ومن غفل عنه، مضت أيامه شاهدةً عليه لا له. فاللهم بارك لنا في أعمارنا، واجعل أيامنا شاهدةً لنا بالخير لا علينا.


موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled سرُّ تفاوتِ الأيامِ والسِّنين… والعِبرةُ من تعاقبِ الدهور وتسارُعِ الزمان