الضفدع، ذلك المخلوق العجيب، الذي قد لا يختلف على حبه الكثير.. نعم كثير من البشر يحبونه، ومع ذلك كثير من البشر أيضًا يقتلونه، ومنهم من يفعل ذلك بدعوى التجارب العلمية، ومنهم أيضًا من يفعل ذلك من باب الاستمتاع بقتل أي حيوان يقابله.. وهذه أمور لها مردود في السنة النبوية.
عن سهل بن سعد الساعدي أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل خمسة: «النملة والنحلة والضفدع والصرد والهدهد».. ومن ثم يفهم من سياق الحديث الشريف أنه لا يجوز أكلها أبدًا.. ليس هذا فحسب وإنما لأنها تسبح الله عز وجل.. فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «لا تقتلوا الضفادع فإن نقيقها تسبيح».

اقرأ أيضا:

هل نحن مأمورون باتباع العلماء أم الأخذ من الكتاب والسنة مباشرة؟ (الإفتاء تجيب)

لماذا النهي؟

إذن لماذا النهي عن قتل الضفدع، هل فقط لأنها تسبح الله عز وجل؟.. فعن ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن عثمان أن طبيبًا سأل النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم عن ضفدع يجعلها في دواء فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن قتلها، بينما أيد النبي الأكرم صلى الله عليه قتل حيوانات وطيور أخرى.
عن سعيد بن المسيب عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم الحية والغراب الأبقع والفأرة والكلب العقور والحدأة».

ماذا لو أذتك؟

هنا قد يكون هناك سؤال آخر، وهو ماذا لو كان هناك ضفدع ما أذى طفل مثلاً، بالتأكيد العلماء بينوا أنه يجب قتله، لأن حرمة المسلم أعظم عند الله من حرمتها، ولذا نرى أن الإسلام حض المسلم على حفظ صحته وحمايتها مما يضر بها.
فبينما نهى الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم عن قتل الضفدع مثلاً، شدد على قتل حيوانات أخرى، تسبب الضرر للإنسان، ومن ذلك مثلاً: الفئران، التي اعتبرها الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم من ضمن الفواسق التي أمر بقتلها في الحل والحرم.
عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يقول «اقتلوا الحيات واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر ويسقطان الحبل» قال عبد الله فبينا أنا أطارد حية أقتلها ناداني أبو لبابة لا تقتلها قلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الحيات قال إنه نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت وهن العوامر».