جاء في الأثر:أنه لن تدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، وتاج النفس المؤمنة هو حسن الخلق.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا، وقد وسع الناس بأخلاقه، وشمائله المحمدية مشهورة في ذلك وقد شهد له بها أكبر خصوم أعدائه، حيث قال كبير يهود بني قريظة ، حينما نفضوا العهد: "لم أجد من محمد إلا وفاءً وبر".
سؤال:
تتوارد أقوال كثيرة ظاهرها التضارب بين ما هو أثقل شيء في الميزان.. هل هو حسن الخلق أم التوحيد؟
الجواب:
أمانة الفتوى تؤكد بـ"سؤال وجواب" أن التوحيد هو أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة، كما ورد في حديث البطاقة وهو ما رواه عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرِو بْنِ العَاصِ، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الخَلَائِقِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ البَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً، فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ اليَوْمَ، فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ؟ فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ، قَالَ: فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ البِطَاقَةُ، فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ )، رواه الترمذي وصححه الألباني .
وأضافت: أما حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ ) رواه أبو داود (4799)، ورواه الترمذي (2002)، وقال: "وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ"، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2 / 535)؛ فليس المراد بظاهره أن ذلك أفضل من كلمة التوحيد، أو أن حسن الخلق أفضل من الإيمان بالله ورسوله ؛ فإن ذلك لا ينفع صاحبه عند الله شيئا ، إذا لم يكن من المؤمنين .
اقرأ أيضا:
كيف تحافظ على صلاة الفجر؟.. تعرف على أهم الطرقالخلاصة:
وعلى ذلك : فالمراد به : حسن خلق العبد المؤمن ، الموحد لرب العالمين.
ويكون تفضيل حسن الخلق ، على غيره من الأخلاق، أو من نوافل الطاعات ، كما في حديث عَائِشَةَ رَحِمَهَا اللَّهُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ ) رواه أبو داود وصححه الألباني .