من الأيام التي فضل الله تعالى صيامها يوم العاشر من شهر المحرم، وهو يوم عاشوراءاليوم الذي نجا الله فيه موسى عليه السلام من بطش فرعون.
ولصيام هذا اليوم مراتب ثلاثة ذكرها ابن القيّم في كتابه زاد المعاد، فقال: (فمراتب صومهثلاثة: أكملها: أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التّاسع والعاشر، وعليهأكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصّوم. وأمّا إفراد التاسع، فمن نقصفهم الآثار، وعدم تتبع ألفاظها وطرقها، وهو بعيد من اللغة والشّرع).
ومما يدل على أفضيلة صيام هذا اليوم واستحباب أنيصام معه يوم قبله (تاسوعاء)، ما ورد في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّه قال: (حينصام رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا يا رسولالله: إنّه يوم تعظّمه اليهود والنّصارى! فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فإذاكان العام المقبل إن شاء الله، صمنا اليوم التاسع. قال: فلم يأت العام المقبل، حتىتوفّي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم) رواه مسلم.
وتظهرالحكمة من عدم إفراد صوم عاشوراء لمخالفة اليهود والنصارى فعن ابن عباس، أنّ النّبي- صلّى الله عليه وسلّم - قال: (صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود: صوموا قبله يوماً، وبعده يوماً)، وعند الإمام أحمد أيضاً وابن خزيمة: (صوموا يوماً قبله أو يوماًبعده).