وقعت كثير من الكرامات للصحابة رضي الله عنهم، وصل منها نزول أمين السماء جبريل عليه السلام بكرامة لهم.
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم أجمعين من أتقى الناس وأعلمهم بالحلال والحرام، وكان لكل منهم نسق ونسيج مختلف في العبادة، عرف به عن غيره، سواء اشتهر به أو أعلمهم الرسول بذلك.
أصل القصة:
عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشًا فيهم رجل يقال له حدير. وكانت تلك السنة قد أصابتهم جائحة من قلة الطعام، فزودهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسي أن يزود حديرًا.
فخرج حدير صابرًا محتسبًا وهو في آخر الركب، يقول: لا اله إلا الله والله اكبر والحمد لله وسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويقول: نعم الزاد هو يا رب، فهو يرددها وهو في آخر الركب.
نزول جبريل بالكرامة:
قال: فجاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: إن ربي أرسلني إليك يخبرك أنك زودت أصحابك ونسيت أن تزود حديرًا وهو في آخر الركب، يقول: لا اله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويقول: نعم الزاد هو يا رب، قال: فكلامه ذلك له نور يوم القيامة ما بين السماء والأرض فابعث إليه بزاد.
فدعا النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً، فدفع إليه زاد حدير، وأمره إذا انتهى إليه حفظ عليه ما يقول، وإذا دفع إليه الزاد حفظ عليه ما يقول، ويقول له: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ورحمة الله ويخبرك أنه كان نسي أن يزودك وإن ربي تبارك وتعالى أرسل إلي جبريل يذكرني بك فذكره جبريل وأعلمه مكانك".
فانتهى إليه وهو يقول: لا اله إلا الله والله اكبر وسبحان الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله ويقول: نعم الزاد هذا يا رب قال فدنا منه ثم قال له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ورحمة الله وقد أرسلني إليك بزاد معي ويقول: إني إنما نسيتك فأرسل إليّ جبريل من السماء يذكرني بك.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاكرامة عظيمة:
قال فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال الحمد لله رب العالمين ذكرني ربي من فوق سبع سموات ومن فوق عرشه ورحم جوعي وضعفي يا رب كما لم تنس حديرًا فاجعل حديرًا لا ينساك.
قال: فحفظ ما قال ورجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما سمع منه حين أتاه وبما قال حين أخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنك لو رفعت رأسك إلى السماء لرأيت لكلامه ذلك نورًا ساطعًا ما بين السماء والأرض".