أم المؤمنين هند بنت أبي أمية المخزومية .. وكنيتها أم سلمة رضي الله عنها هي أحد زوجات النبي صلي الله عليه وسلم ..أسلمت مبكرا وكانت متزوجة من الصحابي الجليل أبي سلمة بن عبد الأسد قبل إيمانهما بدعوة سيدنا محمد وظلت معه إلي أن لقي ربه شهيدا بعد إصابته بسهم في غزوة أحد وبعدها طلب زواجها أبو بكر ثم عمر ولم تقبلهم وثم كان نصيبها الزواج من الرسول صلى الله عليه .
أم سلمة شاركت في جميع مراحل الدعوة السرية والعلنية وتحملت العذاب والابتلاء وحرمت من مرافقة زوجهاوابنها في الهجرة إلي المدينة اذ منعها أهلها من الذهاب معهما حتي بكت وكادت تموت من البكاء فرق قلبهم له وسمحوا لها بالهجرة إلي المدينة بعد ان كانت من السابقين الأولين كذلك للهجرة إلي الحبشة ليضاف هذا إلي فضائل عديدة وهبها الله اياها من علم وفقه وراوية حديث ورأي ثاقب حفظ وحدة جماعة المسلمين في مواقف عصيبة .
قصة أم سلمة
أم المؤمنين أم سلمة كانت تحظي بمكانة كبيرة لدي رسول الله حيث كانت أكبر زوجات النبي عند وفاته حيث كان النبي يقدرها بشدة وذات مرة اهدي له النجاشي عظيم الحبشة حلي وأواقي من مسك فأعطي النبي صلي الله عليه وسلم لها لكل أم من أمهات المؤمنين أوقية واحدة وأعطي لأم سلمي الباقي ومعها الحلي.
ليس أدل علي المكانة التي تمتعت بها أم سلمة عند النبي أنه ضم إليه يومًا الحسن والحسين وفاطمة، وقال: "رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ" فما كان من أم المؤمنين الإ أن بكت بشدة وكانت برفقتها ابنتها زينب فوجه لها النبي تساؤلا عن سبب بكائها فردت بالقول "يا رسول الله، خصصتهم وتركتني وابنتي." فطمأنها صلي الله عليه وسلم قائلا : "أَنْتِ وَابْنَتُكِ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ"
فضائل أم سلمة
ومن فضائل أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها والتي ذكرتها أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق السيدة عائشة أن النبي صلي الله عليه وسلم اذ انتهي من صلاة العصر وعاد إلي بيته دخل على نسائه واحدة واحدة، يبدأ بأم سلمة لأنها أكبرهن، ويختم بعائشة وبل كان صلي الله عليه وسلم يقدر رأيها ويستحسن قولها ثقة في رجاحة عقلها بل أنه كان يصر علي استصحابها في غزواته.
أم المؤمنين وهبها الله فكرا ثاقبا وعقلا راجحا وهو ما ظهر بشدو بعد فراغ النبي من توقيع صلح الحديبية مع قريش حيث أمر النبي أصحابه بأن يقوموا وينحروا الهدي ثم يحلقوا تحللا من الإحرام قبل العودة للمدينة فلم يمتثل أحد حيث كانوا غاضبين لعدم فتح مكة والعودة بالغنائم تارة ولشعورهم بنوع من الغبن بسبب بنود الصلح تارة أخر إذ أمرهم الرسول بذلك "ثلاثا "دون جدوي واردف موجها خطابه لأم المؤمنين : هلك المسلمون أمرتهم فلم يمتثلوا .
أم سلمة وصلح الحديبية
السيدة أم سلمة حاولت التخفيف عن النبي وسعت لضمان وحدة جماعة المسلمين وطرحت فكرة علي النبي فرجت كربه صلي الله عليه وسلم :"يا رسول الله أعذرهم فقد حملت نفسك أمرا عظيما في الصلح ورجع المسلمون من غير فتح فهم لذلك مكربون ولكن أخرج يا رسول الله وأبدأ هم بما تريد فإذا رأوك فعلت تبعوك " فخرج رسول الله ولم يكلم أحد فنحر هديه ودعا حالقه فحلق .
وما أن رأي المسلمون الرسول صلي الله عليه ينحر ويحلق حتي أسرعوا علي الهدي فنحروه وحلقوا وهم في غم أشد من غمهم السابق لأنهم تأخروا عن طاعة النبي بل أن الصحابة كادوا أن يتقاتلوا مع بعضهم البعض غيظا من مخالفتهم لأمر النبي
اظهار أخبار متعلقة
أحاديث أم سلمة
فضائل أم المؤمنين أم سلمة صاحبة الرأي الثاقب يوم الحديبية لم تتوقف عند رجاحة العقل وثاقب الرأي فقط بل أنها كانت صاحبة علم فقه وبل روت عن النبي مئات الأحاديث النبوية حيث كان الصحابة يعودون إليها بعد وفاة النبي يسألونها عن الأحاديث النبوية، إذ روت 378 حديثاً عن النبي محمد وأبي سلمة وفاطمة الزهراء، وروى عنها ابناها: عمر، وزينب، وأخوها عامر، وابن أخيها مصعب بن عبد الله، وعدد من الصحابة والتابعين في تأكيد علي من كانت تمتع به من ثقة وجدارة
حين نجحت حكمتها في تهدئة غضب الرسول
أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية هي إحدى زوجات الرسول محمد، ومن السابقين الأولين في الإسلام، كانت زوجة لأبي سلمة بن عبد الأسد، وهاجرت معه الهجرة الأولى إلى بلاد الحبشة، وأنجبت منه أبناءً، وعند الهجرة إلى المدينة المنورة منعها أهلها من الهجرة مع زوجها، ثم خلّوا سبيلها فأخذت ولدها وارتحلت، حتى لقيت عثمان بن طلحة بالتنعيم فأوصلها إلى يثرب، وقيل: إنها أوَّل امرأة خرجت مهاجرةً إلى الحبشة، وأول ظعينة دخلت المدينة. ولمَّا توفي أبو سلمة سنة 4 هـ إثر جرح أصابه في غزوة أحد، تزوجها النبي محمد.
ولمكانة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها اصطحبها معه في عدد من الغزوات، وأخذ برأيها في يوم الحديبية حيث أشارت عليه أن لا يكلم أحدًا حتى ينحر ويحلق، فكانت تُوصف "بالرأي الصَّائب"، ثم شهدت غزوة خيبر، وبعد وفاة النبي أخذ الصحابة يسألونها عن الأحاديث النبوية، حيث روت 378 حديثاً بحسب تقدير بقي بن مخلد منها 13 حديثًا متفق عليه.
اقرأ أيضا:
عم الرسول يشهد "بيعة العقبة" وينقل للنبي أسرار قريش هو على الشركام سلمة والخروج إلى البصرة
انفرد البخاري بثلاثة من أحاديث ام سلمة ، ومسلم بثلاثة عشر. كما أورد لها الذهبي في مسنده 380 حديثًا، فروت الحديث عن النبي محمد وأبي سلمة وفاطمة الزهراء، وروى عنها ابناها: عمر، وزينب، وأخوها عامر، وابن أخيها مصعب بن عبد الله، وعدد من الصحابة والتابعين.
وبعد استشهاد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه همت أم المؤمنين ا مسلمة بالخروج إلى البصرة، ولكن نصحتها عائشة بعدم الخروج، تُوفيت أم سلمة في أول خلافة يزيد بن معاوية، وهي من آخر أمهات المؤمنين موتًا، واختُلف في سنة وفاتها، فقيل أواخر سنة 60 هـ، وقيل في رمضان أو شوال سنة 59 هـ، وقيل سنة 62 هـ، وصلى عليها سعيد بن زيد وقيل أبو هريرة
وتعود الاحداث التي جمعت السيدة أم سلمة وسيدنا عمرو بن الخطاب رضي الله عنه يوم الحديبية حيث وقعت مواجهة بين المسلمين والمشركين يوم الحديبية حيث عاد المسلمون وهم علي مرمي حجر من الكعبة ، مما تسبب في احتقان المسلمون ورأى بعضهم أن يدخلوا مكة عنوة ، ورغمًا عن الكفار.
رسول الله صلي الله عليه وسلم قبل شروط الصلح مع الكافرين رغم أنها شروط مجحفة وكان علي رأس المعترضين عمر بن الخطاب ، فقال لرسول الله ؛ يا رسول الله ألسنا على الحق ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام بلى ، فقال عمر أليسوا هم على باطل ؟ قال النبي بلى ، قال عمر فلم نعطى الدنيّة في ديننا.
وكان من بنود هذا الصلح أنه إذا دخل أحد الكفار إلى صفوف المسلمين وأسلم يرده محمد ، أما إذا دخل أحد المسلمين صفوف الكفار وصار من بينهم ، فلا يردوه ، وكان للسيدة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها ، موقفًا عظيمًا في هذه الشدة ، ورأي سديد أعاد الرجال إلى الرشد والصواب ، حيث عاد رسول الله الأمين إلى فسطاطه مغضبًا ، وقال لأم سلمة ؛ هلك المسلمون يا أم سلمة ، لقد أمرتهم فلم يمتثلوا ؛ أي أمرتهم بالعودة هذا العام دون أداء العمرة.
فقالت له السيدة أم سلمة ، يا رسول الله إنهم مكروبون فقد منعوا من بيت الله وهم على مرمى بصر منه ، ولكن اذهب إلى ما أمرك به المولى عزوجل ، فأفعل فإذا رأوك قد فعلت عرفوا أن الأمر عزيمة ، وبالفعل أخذ رسول الله صلّ الله عليه وسلم بالنصيحة فذهب فحلق وذبح هدية ففعل الناس مثله ، وانتهت هذه المسألة.
ولكن قبل أن يعودوا إلى المدينة أراد الله أن يبين الحكمة من قبول رسوله لشروط المشركين ، رغم أنها ظالمة ومجحفة كثيرًا أمامهم ، فأولاً عقد هذا الصلح قد ساعد في الاعتراف بسيدنا محمد ومكانته ومنزلته ، وأنه قد صار مساويًا لهم وهذا مكسب عظيم .
وثانيًا ؛ اتفق الطرفان على إيقاف القتال بينهما عدة سنوات ؛ مما ساعد المسلمين على استقبال الوفود ونشر دين الله ، وثالثًا ؛ أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يستطيع أن يقتل الكفار جميعًا ، ويدخل مكة رغمًا عن أهلها ، ولكن ماذا بشأن المسلمين الذين يسترون إيمانهم بين الكفار ؟ فقد كان سينالهم نصيب مما يصيب الكفار .
وفاة أم سلمة
وبعد وفاة النبي عاصرت ام المؤمنين رضي الله عنها الخلفاء الراشدين الأربعة وكانت محمودة السيرة لديهم ومحل تقدير وإجلال منهم وأقامت في المدينة حتي عزمت علي مغادرتها لدي استشهاد ذو النورين عثمان ولكن تراجعت نزولا علي نصيحة السيدة عائشة وشهدت الفتنة وعام الجماعة وحكم معاوية حتي لقيت ربها عام 60هجرية وصلي عليها من الصحابة سعيد بن زيد احد المبشرين بالجنة وراوي الحديث الأشهر ابو هريرة رضي الله عنهما .