نسمع كثيرا عن الغنام في الحروب وغزوات الرسول، والتي كان أكثرها ما وقع في غزوة حنين، حيث حصل المسلمون على غنائم كثيرة في هذه الغزوة، لكن يبقى السؤال كيف قسم الرسول هذه الغنائم.قسمته- صلى الله عليه وسلم- أموال هوازن بعد أن رد عليهم سبيهم لما فرغ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من رد سبايا هوازن، ركب بعيره وتبعه الناس يقولون: يا رسول الله، اقسم علينا فيئنا حتى اضطروه إلى شجرة فانتزعت رداءه. فقال: «يا أيها الناس، ردوا علي ردائي، فو الذي نفسي بيده لو كان لكم عندي عدد شجر تهامة نعما لقسمته عليكم ثم ما ألقيتموني بخيلا ولا كذابا». ثم قام رسول الله- إلى جنب بعيره، فأخذ من سنامه وبرة فجعلها بين إصبعيه فقال: «أيها الناس والله ما لي من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس، والخمس مردود عليكم، فأدوا الخياط والمخيط وإياكم والغلول فإن الغلول عار وشنار على أهله يوم القيامة». فجاء رجل من الأنصار بكبة خيط من خيوط شعر، فقال: يا رسول الله، أخذت هذه الوبرة لأخيط بها برذعة بعير لي دبر، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «أما حقي منها فهو لك» فقال الرجل: أما إذ بلغ الأمر فيها هذا فلا حاجة لي بها، فرمى بها من يده. وعن عبادة بن الصامت- رضي الله عنه- قال: صلى بنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم حنين إلى جنب بعير من المغانم فلما سلم تناول وبرة بين إصبعيه ثم قال: «أيها الناس، إن هذه من مغانمكم، وليس لي فيها إلا نصيبي معكم، الخمس، والخمس مردود عليكم فأدوا الخيط والمخيط، وأكثر من ذلك وأصغر، ولا تغلوا فإنه عار ونار وشنار على أهله في الدنيا والآخرة». قالوا: وجمعت الغنائم بين يدي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فجاءه أبو سفيان بن حرب وقال: يا رسول الله أصبحت أكثر قريش مالا، فتبسم رسول الله- صلى الله عليه وسلم-. قالوا: ثم أمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- زيد بن ثابت بإحضار الناس والغنائم، ثم فضها على الناس فكانت سهامهم، لكل رجل أربع من الإبل أو أربعون شاة، فإن كان فارسا أخذ اثنتي عشرة من الإبل أو عشرين ومائة شاة، وإن كان معه أكثر من فرس واحد لم يسهم له.