عبيد الله بن الحارث بن عبدا لمطلب .. صحابي جليل وابن عم رسول الله اعتنق الإسلام في مرحلة مبكرة بالتزامن مع إسلام عدد من كبار الصحابة ومن بينهم الأرقم بن أبي الأرقم أهم دار في الإسلام وأبو سلمة وعثمان ابن مظعون رضي الله عنهم .
عبيد الله بن الحارث هكذا سماه الرسول بعد إسلامه حيث كان اسمه عبيد وكان يكبر النبي بعشرات سنوات وكان قد هاجر إلي يثرب بصحبة الطفيل والحصين ومسطح بن أثاثة رضي الله عنهم .
وفور وصوله إلي المدينة آخي الرسول بينه وبين عمير بن الحمام عقد له النبي محمد لواءً في مكونا 60 مقاتلا من المهاجرين فالتقوا 200 رجل من قريش بقيادة أبي سفيان بن حرب عند ثنية المرة على ماء يقال لها أحياء بالقرب من رابغ،
الفريقان اكتفيا يومها بالرمي بالسهام دون قتال مباشر وكان أول من رمى يومئذ سعد بن أبي وقاص خال النبي وأحد المبشرين بالجنة ونجح المسلمون يومها في توصيل رسالة لقريش أنهم لن يرضخوا لما جري لهم في مكة من تنكيل وتعذيب واستيلاء علي الأموال والضياع والأراضي في مكة قبل هجرتهم . .
بعد هذه الواقعة التي يعتبرها المؤرخون مقدمة لغزوة بدر التي شارك فيها الصحابي الجليل بل وبادر بأمر النبي بالانخراط في مبارزات فردية جرت خلال هذه الغزوة حيث بازر عبيد الله شيبة بن ربيعة، فضرب كل منهما الآخر ضربة، فأصاب شيبة ساق عبيدة، ثم هاجم حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب شيبة فقتلاه، وحملا عبيدة إلى معسكر المسلمين.
ابن إِسحاق روي قصة هذه المبارزة قائلا : خرج عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فدعوا إِلى المبارزة ، فخرج إِليهم فتية من الأَنصار ثلاثة، فقالوا: مِمن أَنتم؟ قالوا: رهط من الأَنصار، قالوا: ما لنا إِليكم حاجة، ثم نادي مناديهم: يا محمد، أَخْرِجْ إِلينا أَكفاءَنا من قومنا،
رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم استجاب لطلبهم بشكل فوري : "قُمْ يَا حَمْزَةُ، قُمْ يَا عَلِيُّ، قُمْ يَا عُبَيْدَةُ" فَبَارَزَ عُبَيْدَةُ عُتْبَةَ، فاختلفا ضربتين، كلاهما أَثْبَتَ صَاحِبَه، وبارز حمزةُ شيبة فقتله مكانه، وبارز عليُّ الوليد فقتله مكانه، ثم كَرَّا على عُتْبَة فنالا منه ، واحتملا عبيدة فحازُوه إِلى الرَّحْل، وقيل: إِن عبيدة كان أَسن المسلمين يوم بدر، فقطعت رجله، فوضع رسول الله صَلَّى عليه وسلم رأْسه على ركبته،:
ومن أن وصل الصحابي الجليل إلي معسكر المسلمين حتى تمت العناية به ولكن وبعد فترة ليست بالطويلة مات عبيدة جراء أصابته ودفن بالصفراء في العُشر الأواخر من رمضان سنة 2 هـ،وعمره يومئذ 63 سنة.
تمتع الصحابي الجليل بمكانة مميزة عند رسول الله وكان رجلاً ربعة أسمر حسن الوجه.وترك من الولد معاوية وعون ومنقذ والحارث ومحمد وإبراهيم وعدد من البنات كان متزوج بـ زينب بنت خزيمة بعد زوجها الأول أيام الجاهلية من جهم بن الحارث الهلالي، وبعد مقتل عبيدا لله في غزوة بدر، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تخفيفا لها عن استشهاد زوجها .
لعل شهادة عبيد الله بن الحارث يوم بدر كانت من أهم المحطات في حياة الصحابي الجليل الذي كان من أوائل من اعتنقوا الإسلام حتي قبل ابيه العباس وكانت مبارزته لشيبة يوم بدر علامة زهوق الباطل في هذه المعركة الكبري التي كانت من أهم لبنات تأسيس الدولة الإسلامية وعلو كلمة الحق