عامر عبدالحميد
كان الكرم والسخاء وإكرام الضيف من قيم وأخلاق العرب الأولى، حيث كانوا من شدة كرمهم يشعلون النار بالليل، ليستدل بها من يمشي في الصحراء، على صاحبها لأجل إكرامه وتقديم ما يعرف بواجب الضيافة معه.
ومع ذلك كان بينهم بخلاء، ولهم نوادر في ذلك وحكايات مع الضيوف.
قدم إعرابي من أهل البادية على رجل من أهل الحضر قال فأنزله وكان عنده دجاج كثير وله امرأة وابنان وابنتان منهما.
يقول صاحب المنزل الذي نزل عليه الأعرابي: فقلت لامرأتي اشوي لي دجاجة وقدميها لنا نتغدى بها فلما حضر الغداء جلسنا جميعا أنا وامرأتي وابناي وابنتاي والأعرابي.
قال: فدفعنا إليه الدجاجة فقلنا اقسمها بيننا نريد بذلك أن نضحك منه قال لا أحسن القسمة فإن رضيتم بقسمتي قسمت بينكم .
قلنا: فإنا نرضى قال فأخذ رأس الدجاجة فقطعه ثم ناولنيه وقال الرأس للرئيس، ثم قطع الجناحين قال والجناحان للابنين ثم قطع الساقين فقال والساقان للابنتين ثم قطع العجز- مؤخرة الديك- للعجوز ثم قال "الزور" للزائر فأخذ الدجاجة بأسرها.
فلما كان من الغد قلت لامرأتي اشوي لنا خمس دجاجات فلما حضر الغداء قلنا اقسم بيننا.
قال أظنكم وجدتم من قسمتي أمس، قلنا: لا لم نجد فاقسم بيننا؟
اقرأ أيضا:
من عجائب إكرام الضيف| أكل عنده الشافعي فأعتق الجارية فرحًا فقال: شفعا أو وترا قلنا وترا قال نعم أنت وامرأتك ودجاجة ثلاثة ورمى بدجاجة ثم قال وابناك ودجاجة ثلاثة ورمى الثانية ثم قال وابنتاك ودجاجة ثلاثة.
ثم قال: وأنا ودجاجتان ثلاثة فأخذ الدجاجتين فرآنا ونحن ننظر إلى دجاجتيه قال ما تنظرون لعلكم كرهتم قسمتي الوتر ما تجيء إلا هكذا قلنا فاقسمها شفعا.
قال: فقبضهن إليه ثم قال أنت وابناك ودجاجة أربعة ورمى إليه بدجاجة، والعجوز وابنتاها ودجاجة أربعة ورمى إليهن بدجاجة، ثم قال وأنا وثلاث دجاجات أربعة وضم إليه ثلاث دجاجات ثم رفع رأسه إلى السماء وقال الحمد لله أنت فهمتها لي.
وقيل: أقبل أعرابي يريد رجلا وبين يدي الرجل طبق تين فلما أبصر الإعرابي غطى التين بكسائه والإعرابي يلاحظه فجلس بين يديه فقال له الرجل هل تحسن من القرآن شيئا قال نعم فاقرأ فقرأ :" والزيتون وطور سينين" قال الرجل فأين التين قال التين تحت كسائك.
ومن نوادر ما حكي أيضا أن أعربيا تولى البحرين فجمع يهودها وقال ما تقولون في عيسى بن مريم قالوا نحن قتلناه وصلبناه.
فقال الإعرابي: لا جرم فهل أديتم ديته فقالوا لا فقال والله لا تخرجون من عندي حتى تؤدوا إليّ ديته فما خرجوا حتى دفعوها له.