أخبار

أفضل ما تدعو به ليرزقك الله توبة نصوحًا

ثق واطمئن..الله يزرقنا ما نحتاج ولا يعطينا ما نتمنى

النبي أخبر ابن عباس بذهاب بصره قبل موته.. لن تتخيل السبب؟!

"هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين".. إذ اشتد الكرب هان.. ومع الضيق يأتي الفرج (الشعراوي)

يقولون المرأة وراء كل مصيبة ويستدلون بأن حواء هي التى أغوت آدم.. فما الصواب؟

٣ وصفات مجربة لإزالة الهم والغم والحزن وتفريج الكروب.. يكشفها عمرو خالد

عبيدة بن الحارث.. ماذا تعرف عن أول شهداء بدر؟

هل يجوز الكلام أثناء الطواف حول الكعبة؟

لهذه الأسباب..طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين؟

قصص رائعة في بر الوالدين.. لا تفوتك

"رب اشرح لي صدري".. دعاء كل من ضاقت به نفسه

بقلم | علي الكومي | الخميس 26 مارس 2020 - 12:27 م
عاصم إسماعيل

من منا لم يمر بلحظة يشعر فيها بضيق في الصدر، بعيدًا عن آلام وأسباب عضوية، حتى إنه يجد صعوبة في استخراج الكلام، ويشعر كما لو أن دقات قلبه يسمعها الجميع من حوله، كثيرون ربما عاشوا هذا الشعور الصعب الذي يجد فيه أنفسهم عاجزين عن الكلام بالطلاقة المعتادة، وكأن شيئًا جاثم على صدورهم، يكتم أنفاسهم، ويجعلهم يشعرون بحالة من الضيق والاختناق الشديد.
يحدث هذا كثيرًا عندما يكون هناك أمر ما يشغل تفكير الإنسان، ويستحوذ على اهتمامه، كأن يكون مقبلاً على اختبار صعب، ويريد فيه إثبات جدارته، فينعكس إلى مشاعر من القلق والخوف الشديد، خوفًا من الفشل وعدم النجاح، فما الحال إذا كان هذا الإنسان مكلفًا بأعظم رسالة حملها إنسان على وجه الأرض، مكلفًا بإبلاغها على أتم وجه، آخذًا بكل الأسباب التي تعينه على تحقيق هذا الهدف.
والأنبياء جميعهم بلاء استثناء خاضوا هذا الامتحان الصعب، فلم يكن الطريق ممهدًا أمامهم بالورود، بل واجهوا الصعاب، ووضعت في طريقهم العراقيل لإفشالهم مهمتهم العظيمة، المتمثلة في هداية الناس إلى عبادة الرب الواحد، لأن ذلك من شأنه أن ينسف عقائد وأباطيل علقت في الأذهان على مدار سنين طويلة، ناهيك عن أن ذلك يتعارض بالكلية مع مصالح هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم حكامًا وآلهة في الأرض.

اقرأ أيضا:

أفضل ما تدعو به ليرزقك الله توبة نصوحًاإذ كيف لهم أن يتنازلوا بسهولة، ويقبلوا الاعتراف بأنهم عباد لله، تسري عليهم كافة قوانين الخلق. من هنا كانت مهمة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام في غاية الصعوبة، وهو الذي أرسله الله إلى فرعون، الذي كان يعتبر نفسه إلهًا لا ينازعه أحد، "وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَٰٓأَيُّهَا ٱلْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِى فَأَوْقِدْ لِى يَٰهَٰمَٰنُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجْعَل لِّى صَرْحًا لَّعَلِّىٓ أَطَّلِعُ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّى لَأَظُنُّهُۥ مِنَ ٱلْكَٰذِبِينَ".
وعلى قدر عظم المهمة التي كلف بها، جاءت استعانة موسى بالخالق الأعظم في إبلاغ رسالته، مهما كانت التحديات، والخطورة التي سيواجهها في إيصالها إليه، ولم يكن ذلك لخوف منه، وهو المدعوم من الله القوي، بل لإدراكه أن فرعون الذي ادعى الألوهية لنفسه لن يقبل بسهولة الاعتراف بوحدانية الله، والإذعان لحقيقة أنه لا سلطان لأحد على الناس سوى ربهم خالقهم.
قال له الخالق: "اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى"، فلم يتردد "موسى" في الإجابة، وطلب منه العون والسداد فيما كلفه، وتوجه إليه بلسان صدق بأن يوفقه في مهمته التي أوكلها إياه: "رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي".
فالدعاء هو سلاح المؤمن الذي يلجأ إليه في كل أحواله، طلبًا للنصر والعون من الله، ودفع ما يضره عنه، ولا عجب أن يكون للدعاء هذه القوة، فلا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يمنع البلاء إلا الدعاء، فالأخذ بالأسباب يحقق للبشر مرادهم، لكن الدعاء يزيد فوق ذلك بأن يحقق مراد اللهم فيهم.
وعلى قدر إيمان العبد تكون استجابة الله، فالدعاء إما أن يستجيب الله له، أو يدفع به ضررًا عن الداعي، فينبغي أن يستحضر المؤمن في لحظة دعائه، عظمة الخالق، وطلاقة قدرته، التي تقول للشيء: "كن فيكون"، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما يرويه عن ربه: "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني".
دعا موسى ربه: "رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي"، فانشراح الصدر هو الذي يجعل الإنسان يطيق فوق قدرة احتماله العادية، ويجابه المخاطر بإقدام، ويجعل كل صعب يسير، وما يظنه العبد مستحيلاً ممكنًا.  
وموسى كان يدرك أنه سيتعرض للأذى فطلب من الله أن يعطيه القدرة على مواجهته، وواصل دعاءه لربه: "وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي"، فالتيسير في الأمور من علامات التوفيق للعبد المؤمن، فلا يواجه عثرات، ولا مشقات، وإن واجهها أعانه على تجاوزها بسهولة ويسر، فمن كان يظن أن البحر يتحول بقدرة الله القادر إلى طريق أمان إلى موسى ومن تبعه من المؤمنين لولا إرادة الله الحق.
ومن أهم الوسائل التي يجب أن يتمتع به الداعية إلى الله، القدرة على اجتذاب الناس، بحسن الفصاحة والبيان، على أن يكون الإخلاص هو المحرك الأساسي له، "وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي"، فكل قضية عادلة تتطلب من صاحبها القدرة على الإقناع، وأخذ ألباب الناس، عبر التأثير على عقولهم وقلوبهم معًا، بالحكمة والموعظة الحسنة كما أمر الله ن الكريم.
وقيل إن موسى عليه السلام كان يسأل ربه بهذا الدعاء أن يذهب عنه "اللثغ"، لأنه "حين عرض عليه التمرة والجمرة، حين كان صغيرًا في بيت آسية زوجة فرعون, أخذ الجمرة فوضعها على لسانه، وكان لذلك أثره عليه في حياته اللاحقة.
والقرآن الكريم في موضع آخر يتحدث عن انشراح الصدر في سورة "الشرح"، فيقول الله تعالى مخاطبًا نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم: "أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ"، أي نورناه وجعلناه فسيحًا رحيبًا واسعًا والمراد به شرح صدره ليلة الإسراء، وهي الرحلة التي لم يشرف بها أحد من البشر من قبل، وجاءت للتسرية عنه صلى الله عليه وسلم، بعدما لاقاه من أذى وعنت في تبليغ رسالة الله للعالمين، وفقدانه أهم داعميه في الحياة، زوجته "خديجة" وعمه "أبوطالب"، حتى إن العام الذب توفيا فيه بات يسمى بـ "عام الحزن" لوقع ذلك على قلبه، فأخرجه الله من حالته هذه برحلة رأى فيها ما لم يره بشر أو نبي من قبل.
فإن أكثر ما يصيب الإنسان بضيق الصدر هو الأحزان، والهموم، وأكثر ما يعالجها السعادة والفرح، ومستحيل لأي أحد أن يحقق السعادة في غير رضا ربه، فتلك هي أعظم سعادة، وهو أن ينال العبد رضا الله، فالمال قد يكون مهمًا للكثيرين، وضرورة حياتية بالقطع، لكنه وحده لا يحقق للإنسان السعادة التي يريدها، وإلا ما سمعنا عن تزايد حالات الانتحار في بلد مثل سويسرا، رغم الثراء ومستوى الرفاهية هناك، والاقتراب من الله، هو الذي يمنح الإنسان الشعور الحقيقي بالسعادة، الذي يجعل صدره متسعًا، ومنفتحًا على الناس، كل الناس، بلا استثناء، ويتحمل الأذى، ويمتلك القدرة على الصفح، فاسألوا الله تعالى أن يرزقكم سعة في الصدر، كما أعطاها من قبل لنبينا محمد وموسى عليهما السلام.


الكلمات المفتاحية

رب اشرح لي صدري أسرار أدعية القرآن أدعية القرآن

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled من منا لم يمر بلحظة يشعر فيها بضيق في الصدر، بعيدًا عن آلام وأسباب عضوية، حتى إنه يجد صعوبة في استخراج الكلام، ويشعر كما لو أن دقات قلبه يسمعها الجميع