عمر نبيل
مع انتشار الخوف والقلق من فيروس كورونا بين الناس، خرج العلماء ينصحون بعدم المصافحة، والسلام باليد، وهو ما لفت انتباه الناس، وذهب البعض لأن يقلل من ذلك، ويصر على السلام باليد، متذرعا بأنه: «قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ».. وهذا لاشك حق يراد به باطل، فقول الله عز وجل لاشك حق، وبالتأكيد قضاء الله نافذ لا محالة، لكنه سبحانه رحيم بنا، علمنا ضرورة أن نحتاط، وأن نأخذ بالأسباب، بل أنه أمرنا صراحة بألا نلقي بأيدينا إلى التهلكة، قال تعالى: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ».
اقرأ أيضا:
التكافل في الإسلام: منظومة رحمة تبني مجتمعًا متماسكًا.. هذه فضائلهأوامر النبي
الإسلام لم يترك شيئًا إلا وعلمه للناس، وكيفية التصرف في المواقف المختلفة، ومن ذلك، كيفية التعامل مع أصحاب الأمراض المعدية.
عن يعلى بن عطاء عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «إنا قد بايعناك فارجع».
والدلالة واضحة هنا، وهو أنه صلى الله عليه وسلم، لما علم بوجود هذا الرجل وبه مرض معدِ، لم يشأ أن يلقاه، وهو من هو، فهو النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أكثر البشر إيمانًا بقدر الله وقضائه، لكنه احتاط وطلب من الرجل العودة، وهذا من الأخذ بالأسباب، وهو أمر من الإسلام وليس به شيء، ومن يفعله ليس عليه حرج أو أي شيء على الإطلاق.
الفرار من الوباء
بل أن الإسلام نبه الناس على ضرورة الفرار من الأرض التي يقع بها طاعون أو وباء والعياذ بالله.
عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه سمعه يسأل أسامة بن زيد ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطاعون فقال أسامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطاعون رجز أو عذاب أرسل على بني إسرائيل أو على من كان قبلكم فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه وقال أبو النضر لا يخرجكم إلا فرار منه».
وفي رواية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فناء أمتي بالطعن والطاعون »، فقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون ؟ قال : «غدة كغدة الإبل ، المقيم فيها كالشهيد ، والفار منها كالفار من الزحف».