على الرغم من تيقن ضياع ماله الذي دفنه في الصحراء، إلا أن أحد السلاطين استطاع بحيلة خارقة أن يعيد له ماله.
وفي تفاصيل القصة فإن أحد التجار قدم من خراسان ليحج فتأهب للحج وبقي معه من ماله ألف دينار لا يحتاج إليها فقال إن حملتها خاطرت بها وأن أودعتها خفت جحد المودع.
وبينما هو على هذه الحالة قرر أن يمضى إلى الصحراء فرأى شجرة خروع فحفر تحتها ودفنها ولم يره أحد ثم خرج إلى الحج وعاد فحفر المكان فلم يجد شيئا فجعل يبكي ويلطم وجهه.
وكان إذا سئل عن حاله قال الأرض سرقت مالي فلما كثر ذلك منه قيل له لو قصدت عضد الدولة فإن له فطنة في ذلك.
فقال الرجل : أو يعلم الغيب فقيل له لا بأس بقصده فأخبره بقصته.
اقرأ أيضا:
من عجائب إكرام الضيف| أكل عنده الشافعي فأعتق الجارية فرحًافقام عضد الدولة بجمع الأطباء وقال لهم : " هل دوايتم في هذه السنة أحدا بعروق الخروع"؟.
فقال أحدهم : أنا داويت فلانا وهو من خواصك فقال عليّ به فجاء فقال له هل تداويت في هذه السنة بعروق الخروع قال نعم قال من جاءك به قال فلان الفراش قال عليّ به؟
فلما جاء قال من أين أخذت عروق الخروع فقال من المكان الفلاني فقال اذهب بهذا معك فأره المكان الذي أخذت منه فذهب معه بصاحب المال إلى تلك الشجرة وقال من هذه الشجرة أخذت فقال الرجل ههنا والله تركت مالي فرجع إلى عضد الدولة فأخبره فقال للفراش هلم بالمال فتلكأ فأوعده فأحضر المال.
ومن غريب ما حكى عنه أنه جاء إليه تركماني قد لزم يد تركماني فلما دخلا إليه قال هذا وجدته قد تزوج بابنتي وأريد أن أقتله بعد إعلامك به.
قال: لا بل تزوجها به ونعطي المهر من خزائننا فقال لا أقنع إلا بقتله.
فقال عضد الدولة: هاتوا السيف فجيء به فسله وقال للأب تعال فلما قرب منه أعطاه السيف وأمسك بيده الجفن وأمره أن يعيد السيف إلى الجفن.
فكلما أرد الرجل ذاك قلب السلطان الجفن ولم يمكنه من إدخال السيف.
فقال يا سلطان: ما تدعني فقال كذلك ابنتك لو لم ترد ما فعل بها هذا فإن كنت تريد قتله لأجل فعله فاقتلهما جميعا ثم أحضر من زوجه بها وأعطاه المهر من خزانته.