مع تصاعد حدة أزمة كورونا عالميًا ينبغي أن نتمسك أكثر بما في شريعتنا الإسلامية من تشريعات وقائية حمى الله بها عباده مما قد يصيبهم من مكروه أو سوء.
ومن جملة التشريعات الاحترازية التي ينادي بها العالم اليوم وقد سبق بها الإسلام ونادى بها في كل الأوقات وليس في أوقات النوازل فقط ما يلي:
آداب العطاس:
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا عَطَسَ وَضَعَ يَدَهُ أَوْ ثَوْبَهُ عَلَى فِيهِ، وَخَفَضَ أَوْ غَضَّ بِهَا صَوْتَهُ»، وعَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الحَمْدُ لِلَّهِ، وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَإِذَا قَالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ" البخاري.
يقول الحليمي في الحكمة من مشروعية الحمد للعاطس أن العطاس يدفع الأذى عن الدماغ الذي فيه قوة الفكرة، ومنه منشأ الأعصاب التي هي معدن الحس فناسب أن تقابل هذه النعمة بالحمد لله، ويمكن بيتان آداب العطاس فيما يلي:
آداب العاطس:- -أن يخفض بالعطاس صوته.
-وأن يغطي وجهه لئلا يبدو من فمه وأنفه ما يؤذي جليسه.
وألا يلوي عنقه يمينًا أو شمالًا يتضرر بذلك.
مشروعية الحمد لله عند العطاس.
تشميت العاطس.
النظافة في الإسلام:
ولم يقف الإسلام عند حدود غسل اليدين في الاهتمام بالنظافة، لكن سن عدة أغسال وعدة تشريعات تجعل المسلم دائما في وقاية، فقد جعل من الفطرة خمسا: نتف الإبط، والاستحداد، والختان، وقص الشارب، وتقليم الأظفار- كما أسلفنا.
كما سن الاكتحال في العينين وترا، أي وضع الكحل في العينين ثلاث مرات أو خمس مرات أو مرة واحدة كل ثلاثة أيام أو خمس أو سبع إلى ما شاء الله من عدد الأيام الفردية. ولا عيب في الاكتحال، لأنه من سنة محمد - صلى الله عليه وسلم- وهو نظافة للعينين وجلاء لهما وقوة في الإبصار.
ولا يخفى ما شرعه الإسلام من الوضوء لكل صلاة ما لم يكن المسلم على طهارة وضوء الصلاة سابقة، وحض على المبالغة في المضمضة والاستنشاق والاستنثار لغير صائم، وأوجب الغسل من الجنابة، وشرعه لصلاة الجمعة والعيدين والدخول في الإسلام، حث على استعمال السواك- عرضا.
ولم يقف الإسلام عند هذا فحسب بل رغب في التطيب ولبس أفضل الثياب وكراهة إيذاء الآخرين بروائح كريهة وبمنظر متسخ وغير ذلك مما فيه صيانة الإسلام لشخص المسلم ولمن يعامله، وما أحوجنا اليوم للاهتمام بما شرعه الإسلام من وقائيات في ظل ما ينادي به العالم اليوم من اتخاذ أساليب الوقاية ضد الأمراض، خاصة الوبائية منها.