أحاطت السنة النبوية المطهرة المسلم المتبع لها بالعديد من الطرق الوقائية التي تحميه الأمراض خاصة الأوبئة منها.
الحجر الصحي الذي يعتبره الأطباء الآن من التحصينات الوقائية الحديث موجود في سنتنا وسبق به الإسلام قبل أربعة عشر قرنا من الزمان حيث تحدث عنها سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قبل ظهور الدول الأوربية أصلًا، فتحدث الحجر الصحي، والكمامة، والوقاية من الوباء المعدي، وهذه أهم الطرق التي دلنا عليها سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم:
الأمر بعزل المريض المعدي عن غيره من الأصحاء، إذ يقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:
١- عدم دخول المريض على السليم، ففي الحديث (لا يورد ممرض على مصح)، والممرض هنا معناها صاحب الأيل المريضة الذي قد يمرض غيره، أي قد ينقل العدوى إليه وهو تعبير غاية في البلاغة.
٢-يأمر الإسلام الأصحاء بعدم مخالطة المريض المعدي (الممرض) إلى أن تزول فترة العدوى، ويصبح غير ناقل للمرض، وفي هذا يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم-: (إن من القرف التلف)، والقرف هو مقارفة المريض أي ملامسته، والتلف هو الهلاك أو العدوى.
٣- وقد سن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مبدأ الحجر الصحي، أي عزل المريض الذي لا يُرجى شفاؤه كالمجذوم، وفي هذا يقول- صلى الله عليه وسلم-: (اجعل بينك وبين المجذوم قدر رمح أو رمحين).
٤- في التعامل مع الوباء يضع الإسلام قاعدة خطيرة تُطابق أحدث ما هو في عصرنا، إذ يقول- صلى الله عليه وسلم-: (إذا سمعتم بالوباء بأرض فلا تقدموا إليه، فإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا فراراً منه).
٥- ينهى الإسلام عن العطس في وجوه الناس، وهذا الأمر اخترعوا على غراره الكمامة، حتى لا ينقل العدوىٰ للآخرين، وكان سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا عطس غطى وجهه بكفيه أو طرف ثوبه.
ولم يكن الحجر هو التشريع الوحيد في هذه الإطار لكن الإسلام حث على النظافة التي تعنى الاهتمام بالجسد وما قد يطرأ عليه ليحميه مما قد يضره، كما دعا إلى ألا يضر الإنسان نفسه أو غيره سواء بالمرض أو غيره في قوله: "لا ضرر ولا ضرار".