الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين، ولأهمية الصلاة جاءت بعد الشهادتين في أركان الإسلام، فهي أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة، فعن ابن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان) متفق عليه.
والأصل في الإسلام الصلاة أن تكون في المسجد ولا يتخلف عنه إلا لضرورة مانعة، ومن الضرورات الآن انتشار فيرس كورونا وهو ما دعا دور الإفتاء في العالم الإسلامي لدعوة جموع المسلمين للصلاة في البيوت عملا بهذه الرخصة ودعت للصلاة في الرحال في صيغة الأذان المسمى بـ"أذان النوازل".
ولإن كانت الصلاة في البيوت ضرورة دعت إليها الحاجة فإن يمكن استثمار الصلاة في البيت في أمور كثيرة تعود على الفرد والأسرة بالكثير من النفع والعديد من الفوائد، وأشهر هذه الأشياء ما يلي:
-الصلاة في مواقيتها، من الأمور المرغب فيها بل هي أفضل الأعمال عند الله، في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل - أو أي الأعمال - أحب إلى الله؟ قال: "الصلاة على وقتها" قال: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين" قال: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله"، وفي لفظ: "الصلاة لوقتها" وهو في الصحيحين.
-الصلاة جماعة مع الأهل والأولاد؛ فإن كانت صلاتك في المسجد تمنعك في بعض الأحيان لانشغالك ن الصلاة جماعة مع أهلك وأولادك فإنه وفي هذه الحالة فرصة رائعة يمكن بها تنظيم اوقاتهم وجمعة على مائدة الخير والطاعة.
- المحافظة على السن الرواتب، مهمة خاصة لتعويد الأطفل عليها من الصغر، ففي الحديث: "من صلى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعًا بنى الله له بيتاً في الجنة" رواه أحمد ومسلم وأصحاب السنن إلا الترمذي عن أم حبيبة.
- قراءة القرآن والمحافظة عليه والاجتماع في مقرأة من الأمور المهمة جدا والتي ينبغي الحفاظ عليها خاصة في ظل هذه الظروف التي تعد فرصة للاجتماع مع الأولاد وتعليمهم وتأديبهم بآداب القرآن، فلتلاوة القرآن فضل كبير قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ).
ولقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على قراءة القرآن: (اقرؤُوا القُرآن فإنَّه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأَصحابه)، كما أن تلاوة القرآن تحقق الحسنات المضاعفات وبين أن لقارئ القرآن بكل حرفٍ من كل كلمةٍ يتلوها حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها.
-تأديب الأولاد وتربيتهم على أخلاق النبوة وتهيئتهم لاستقبال شهر رمضان المعظم وحسن الاستعداد له بالطاعة وعمل جدول يتناسب مع أعمارهم للطاعة في هذه الأيام الفاضلة.