عبدالله بن الزبيرصحابي جليل أبوه حواري رسول الله وأحدالعشرة المبشر بالجنة سيدنا الزبير بن العوام رضي الله عنه وأمه اسماء بنت أبو بكر رضي الله عنها ذات النطاقين .. كان أول مولد في المدينة المنورة بعد وصول المهاجرين من الصحابة إليها .. كان مولده محل استبشار كثيرمن الصحابة حيث تردد بينهم أنهم قد أصيبوا بالعقم نتيجة سحر نصبه اليهود لهم .
الصحابي الجليل ولد عام 1هجرية في أسرة مكيّة من بني عبدالعزى بن قصي، وحاز الفضل والشرف من كل أطرافه وكيف لا أبوه الصحابي الزبير بن العوام بن خويلدبن أسد بن عبد العزى بن قصي ابن عمة النبي محمد صفية بنت عبد المطلب، ، وعمه السائب بن العوام.
لا يتوقف الشرف عند هذا فجده لأمه هو سيدنا أبو بكرالصديق رضي الله عنه وأخواله عبد الله وعبد الرحمن بني أبي بكر من أصحاب النبي محمد. كما أن عمة أبيه خديجة بنت خويلدأولى زوجات النبي محمد، وكذلك كانت خالته عائشة بنت أبي بكر ثالث زوجات النبي محمد، وشقيقة أم الصحابي الجليل أسماء بنت أبو بكر .
وليس أدل علي الشرف الذي حازه الصحابي الجليل من سعادةالنبي صلي الله وعليه وسلم بمولده بالمدينة حيث حملته أمه أسماء بنت أبو بكر رضي الله عنهما في خرقة إلى النبي محمد،صلي الله عليه وسلم فحنّكه بتمرة وبارك عليه وسماه عبد الله تيمنا باسم جده أبي بكر، وأمر أبا بكر أن يؤذن في أذنيه.
في سنوات صباه كان ابن الزبير رضي الله عنه يداوم على التردد على بيت خالته عائشة في حياة النبي محمدحيث نشأ في بيت النبوة واكتسب منها العلم والفقه وروي عديدا من الأحاديث عن النبي وفي سن السابعة، أمره أبوه بمبايعةالنبي محمد، فتبسم النبي محمد لذلك، ثم بايعه.بعد وفاة النبي وخلافة سيدنا أبو بكر كان ابن الزبير صبيا ولكنه وخلال عهد فاروق الأمة عمر بن الخطاب شارك في معركة اليرموك في تطبيب الجرحي وفي عهد عثمان بن عفان، شارك في فتح إفريقية،ولعب دورا في ترجيح كفةالمسلمين نظرا لما كان يمتلكه من شجاعة وأقدام ومهارة عسكرية استطاعت إلحاق الهزيمة بجيوش الروم والبربر .
الشجاعة والإقدام كانت واضحة جدا في شخصية سيدنا عبدالله بن الزبير يوم حُوصرالخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان في داره ممن ثاروا عليه، كان ابن الزبير ممن دافع عن عثمان وصدّ الثائرين عن داره، بل وألح على عثمان أن يسمح له بقتالهم، لكن عثمان رفض.
رفض سيدنا عثمان لطلب ابن الزبير قتال المحاصرين لمنزله لم يفت في عضده حيث أصر ومعه مروان بن الحكم على الدفاع عن عثمان، وأصيب إصابات بالغة وأُخرج يومها محمولاً من كثرةالإصابات التي لحقت به جراء دفاعه الشديد عن خليفة المسلمين.
توابع استشهاد سيدنا عثمان أشعلت الانقسام في صفوف المسلمين، كان عبد الله في حزب أبيه وطلحة وعائشة، وشارك في موقعة الجمل وهو قائدللرجالة. تبارز يومئذ مع مالك بن الحارث الأشتر ولم يستطع عبد الله أن يهزمه،فاحتضنه وجعل يقول لأصحابه: "اقتلوني ومالكًا واقتلوا مالكًا معي" فصارت مثلاً، ثم افترقا.
ولكثرة الجروح التي أصابت الصحابي الجليل التي قدرهاالبعض بـ 19جرحا دفعت البعض للزعم بأنه قتل ولكنه اسعف ونقل أحد الأعراب خبر نجاته لخالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فما كان من الأخيرة الإ أن وهبته عشرة آلاف درهم وسجدت لله شكرًا، لما له من مكانة في قلبها.
وبعد استشهاد الخليفة الرابع سيدنا علي بن ابي طالب آلت تالأمور الي معاوية بن أبي سفيان الخلافة عام 41 هـ، آثر ابن الزبير حياة الجهاد،فشارك في فتوحات إفريقية تحت إمرة واليها معاوية بن خديج، فكان من قادته، فشارك فيفتح بنزرت سنة 41 هـ، وبعثه ابن خديج إلى سوسة ففتحها. وفي عام 49 هـ، شارك عبدالله بن الزبير في جيش يزيد بن معاوية الذي حاصر القسطنطينية.أما الصفحة الأبرز في تاريخ الصحابي الجليل فجرت أحداثها في في معركة سبيطلة في إفريقية وقف المسلمون في عشرين ألف جندي أمام عدو قوام جيشه مائة وعشرون ألفا، ودار القــــتال، وغشي المسلمين خطر عظيم وكادت الهزيمة تلحق بهم الا ان تفتق ذهن ابن الزبير عن حيلة ماكرة الحقت الهزيمة بخصوم المسلمين .
حيث ألقى الصحابي الجليل نظرة على قوات العدو فعرف مصدر قوتهم. وما كان هذا المصدر سوى ملك البربر الرومي وقائد الجيش "جرجيريوس"، يصيح في جنوده ويحرضهم بطريقة تدفعهم الى المــوت دفعا عجيبا.
فارس قريس كما كان يلقب في عهده أدرك أن المعركة الضارية لن يحسمها سوى سقوط هذاالقائد العنيد رأس الأفــعى، ولكن أين السبيل اليه، ودون بلوغه جيش كبير ، يقاتل كالاعصار؟ بيد أن جسارة ابن الزبير واقدامه لم يكونا موضع تساؤل قط!
وفي تلك اللحظات الرهيبة شق ابن الزبير الصفوف المتلاحمة كالسهم صامدا نحو القائد،حتى إذا بلغه، هوى عليه في كرّة واحدة فهوى، ثم استدار بمن معه إلى الجنود الذين كانوا يحيطون بملكهم وقائدهم فصرعوهم، ثم صاح الله أكبر.