"أشعر بالتوهان بين جسدي الذي مع زوجي.. وبين قلبي الذي مع شخص آخر.. وخلال فترة الحظر حاليًا، ومنعي من الخروج من المنزل، أضيع كل وقتي على الشات مع حبيبي.. أعلم أن ما أفعله خطأ، لكن كيف التصرف؟.. لا يمكنني نسيان حبيبي، كما أخشى خراب بيتي وولادي".
ما سبق هو رسالة من امرأة متزوجة، المؤكد أن ما تفعله
خيانة مهما كانت التبريرات.. لكن سؤالها بحاجة إلى إجابة، كيف الخروج من هذا المأزق؟.. وكيف تعود لزوجها وبيتها دون خسائر؟.. والأهم كيف تستعيد نفسها بعد الوقوع في مشكلة كبيرة كهذه؟
اقرأ أيضا:
زوجي يتهمني بالعناد وأنه الرجل ومن حقه فعل ما يشاء.. ما الحل؟أمانة الزوجة
على الزوجة أن تعي تمامًا أنها مؤتمنة في بيت زوجها، والأمانة هنا ليست فقط على ماله الزوج وأولاده، وإنما أيضًا، وهذا هو الأهم، مؤتمنة على شرفه وعرضه.
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «... والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها»، ومن ثم على الزوجة أن تدرك هذه الحقيقة وتتوقف عن أي خروج عن المألوف مهما كانت المبررات، وبالتالي تبتعد عن أي أسباب أوقعتها في معرفة هذا الشخص.
ولتدرك جيدًا قوله تعالى: «وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ » (المؤمنون: 8)، حتى لا تفعل عكس ذلك وتكون منافقة وخائنة لأمانتها.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الصحيحين عن آية المنافق: «وإذا ائتُمن خان»، ويقول عليه الصلاة والسلام أيضًا في صحيح البخاري: «كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته».
راجعي نفسك
مراجعة النفس ضرورة مهمة جدًا، والله يقبل التوبة عن عباده ما لم يغرغر، واستحضار الله في كل مواقفنا، لأن الذنب الذي يقع في الخلاء وبين الإنسان ونفسه أشد عند الله من الذنب الذي يؤتى في العلن.
قال تعالى: «وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ » (يونس: 61).
أيضًا على المرأة أن تدفع عن نفسها مصيبة كالخيانة أو الزنا والعياذ بالله، ولا تترك لأحد أن يخوض في عرضها وشرفها، ولتعلم علم اليقين أن ما من رجل يتحدث مع امرأة متزوجة ويلعب على مشاعرها، مستغلاً ربما مشاكل بينها وبين زوجها، إنما لا يريد منها أي شيء سوى جسدها، فكوني حذرة سيدتي.
عن المقداد بن الأسود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : « ما تقولون في الزنا ؟ » قالوا : حرام حرمه الله ورسوله ، فهو حرام إلى يوم القيامة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : « لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره».