وعلميًا، فنحن البشر نتأثر كثيرًا، كثيرًا، إلى حد بعيد في طفولتنا بعلاقات والدينا بنا وببعضهم البعض، فتتشوه شخصياتنا، وعلاقتنا بأنفسنا والآخرين، ونظرتنا للعلاقات، والحياة، وكل شيء بقدر هذا التشوه، وحدوثه من عدمه، ونختلف في هذا التشوه كمًا وكيفًا من شخصية لأخرى.
ما ننشأ فيه، وعليه، ينحتنا يا عزيزتي، وبدون أن ندري، لذا لا تندهشي أن تكون رغبتك ألا تصبحين مثل والدتك فيما تعرضت له، ولكن سلوكك يأتي على عكس هذه الرغبة، لا لشيء إلا لأن هذا ما ألفته وتعودت عليه وتشوهت النفس بسببه، فتجدينها لا إراديًا تقع في فخاخ شخصية مؤذية تشبه شخصية والدك، تحت وهم وخداع النفس بالحب والعاطفة إلخ ومن ثم حدوث تكرار قهري لسيرة والدتك مع والدك ولكنها هذه المرة هي أنت وهذا الشخص!
والحل؟
الرغبة وحدها لا تكفي، بل النضج والنمو النفسي والتخلص من آثار تشوهات الطفولة، عبر مساعدة نفسية متخصصة، هذا هو الحل، وهو ما يسمى في الطب النفسي بـ "التعافي"، لابد من التحرر من كل المشاعر السلبية المتراكمة داخلك بسبب إساءات الطفولة التي مستك بشكل مباشر، وآخر مؤكد غير مباشر عبر علاقة والديك المشوهة ببعضهم البعض، فهذا هو ما سيجعلك تغيرين نظرتك للذكور، وعلاقتك بهم، وتعاملاتك معهم، وهو سلاحك لتتعرفي على النماذج المريضة منهم فتبتعدي وترفضي أي اساءات مستقبلية محتملة، وتقبلين على عمل علاقات صحية مع الجميع، ومع الذكور من زملاء العمل والأقارب وغيرهم ممن تتطلب الضرورة التعامل معهم، وستنتقين أيضًا رجلًا جيدًا مناسبًا لنسختك الجديدة، الطيبة، الأفضل، المتعافية، الأكثر نضجًا ونموًا ووعيًا، حتى تكملين حياتك على أفضل وضع ممكن.
عزيزتي، لا حل بدون التخلص من آثار الطفولة وتشوهاتها.
وما تحكين عنه هو من أعراض مرض الإكتئاب وربما القلق الاكتئابي، فسارعي لاستشارة الطبيب، أو معالج نفسي، فنفسك تستحق الرعاية والعناية والرفق.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أصبت بالاكتئاب بعد وفاة أمي وتعالجت لكنني انتكست .. ما العمل؟اقرأ أيضا:
والدي يقول لي أنني ملكية خاصة به وأجبرني على خدمته منذ طفولتي.. ما الحل؟