لجنة الفتوي بمجمع البحوث الإسلامية ردت علي هذا التساؤل قائلة أن من ارتكب ذنبا وجبت عليه التوبة وهي الندم والاستغفار والعزم الأكيد على عدم الرجوع إلى هذه المعصية مرة أخرى، فعن عبد الله بن مسعود : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : «مَنْ أَخْطَأَ بِخَطِيئَةٍ، وَأَذْنَبَ ذَنْبًا، ثُمَّ نَدِمَ فَهُوَ كَفَّارَتُهُ» المعجم الكبير للطبراني (10/ 222).
اللجنة أضافت في الفتوي المنشورة لها علي الصفحة الرسمية للمجمع علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك " فإن وقع الإنسان في هذا الذنب مرة أخرى فلا ييأس من رحمة الله، ولكن يصر على التوبة والندم والاستغفار والعزم الأكيد على ترك هذه المعصية وعدم الرجوع إليها مرة أخرى،
اللجنة استدلت بحديث سيدنا أَنَس؛ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم فقال: يا رسول اللَّهِ إِنِّي أُذْنِبُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم: إِذَا أَذْنَبْتَ فَاسْتَغْفِرْ رَبَّكَ، قَالَ: فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأُذْنِبُ قَالَ: فَإِذَا أَذْنَبْتَ فَعُدْ فَاسْتَغْفِرْ رَبَّكَ قَالَ: فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأُذْنِبُ قَالَ: فَإِذَا أَذْنَبْتَ فَعُدْ فَاسْتَغْفِرْ رَبَّكَ فَقَالَهَا فِي الرَّابِعَةِ فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ رَبَّكَ حَتَّى يَكُونَ الشَّيْطَانُ هُوَ الْمَحْسُورُ. شعب الإيمان للبيهقي
مركز الأزهري العالمي للفتوي الاليكترونية كان قد رد علي تساؤل سابق حول موقف الشيطان من العبد المذنب اذ سعي للتوبه عن ذنه بالاستغفار قائلا : الشيطان اذا رأى الإنسان يفكر في التوبة بعد حياته في الذنوب و المعاصي،لا يقف مكتوف اليدين، لأن توبة الإنسان تجعل كل جهود الشيطان السابقة لإيقاعه في المعاصي هباءً منثوراً، .
حيث لا يقبل الشيطان ان يضيع تعبه سدى و لذلك فهو ينشط اكثر ما ينشط عند تفكير الإنسان في التوبة، و عند الموت ويلجأ الي وسائل كثيرة علي رأسها التزيين عن طريق الأغراء الإنسان بالوقوع في الشهوات وهذا ما يحبه الإنسان كان يغريه ويغويه بعدم تلبية نداء الرحمن في صلاة الفجر بليلة باردة بالفرش الدافئ وحب الراحة .
من الوسائل الشيطانية لقهر الإنسان وإبعاده عن طريق التوبة والاستغفار " التلبيس" إذ يحاول خداع العقل، فيحاول إقناعه بأن الذي تعتقد انه حرام، هو في الحقيقة حلال، لاشيء فيها اطلاقا و فإذا أراد الإنسان أن يأخذ قرضاً ربوياً، ليبني به بيتاً، قال له الشيطان: هذا ليس حراماً، لأنك لا تريد ان تستغل الناس، و إنما تريد ان تستر نفسك و اولادك ليس إلا!، فما وجه الحرمة في ذلك؟ً!!
لا يقف الأمر عند هذا الحد حيث يلجأ الشيطان بحسب مركز الأزهر للفتوي الاليكترونية الي سلاح التسويف حيث يستخدم العمر الطويل والأمل في صرفه عن التوبة والاستقامة فإذا لمس تصميما من الإنسان علي التوبه دخله من باب شيطاني متسائلا لماذا ؟و لكن لماذا العجلة و أنت في ريعان الشباب؟ انتظر تكمل دراستك فلما أكملها قال له: حتى تجد عملاً، فاذا وجده، قال له: حتى تتزوج، فالزواج نصف الدين،
،بل ان الشيطان يستمر في إغرائه بالابتعاد عن طريق التوبة عبرالتلبيس أيضا ، فاذا تزوج قال له: حتى تؤمن مستقبلك و مستقبل اولادك، ثم يقول: حتى تحج، فان التوبة بعد الحج أفضل، لانك ترجع كيوم ولدتك امك، و هكذا ... حتى يموت اقباله على التوبة لكثرة التسويف،،
من الوسائل التي يلجأ اليها الشيطان كذلك في التعامل مع توبة الإنسان تهوين المعاصي حيث يخاطب للإنسان قائلا : لماذا تتوب؟ و ماذا فعلت حتى تتوب؟ انت بالنسبة لغيرك من خيار الناس، انما التوبة لأصحاب المعاصي الكثيرة و الكبيرة، و أنت لست منهم، فلا تُشغل نفسك بذلك و الله غفور رحيم، لا يؤاخد الناس بمثل ذلك،،
وسيلة أخرى مهمة يلجأ إليها الشيطان لابعاد الإنسان عن التوبة بالتيئيس من رحمة الله خصوصا مع من أسرفوا في المعصية ويرغبون في العودة الي الله موجها الشيطان حديثه للساعين للتوبة بالقول ان الله لا يغفر توبة من ارتكبوا ذوبا ومعاصي كثيرة مثلك ول يعرض له المعاصي فيشريطط فيديو أمامه ليعيده عن الطريق المستقيم.