عندما بعث النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة لمعركة مؤتة أمّر عليهم ثلاثة من خيار الصحابة،( زيد بن حارثة- جعفر بن أبي طالب- و عبد الله بن رواحة).
فلما خرجوا وأوصاهم النبي صلى الله عليه وسلم وعسكروا خارج المدينة عاد الصحابي عبد الله بن رواحة رضي الله عنه ليصلي الجمعة مع النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي تفاصيل الواقعة أن رسول لله صلى الله عليه وسلم بعث إلى مؤتة فاستعمل زيدا وذكر الحديث وفيه: فتخلف ابن رواحة فجمّع – أي شهد صلاة الجمعة- مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه، فقال: «ما منعك أن تغدو مع أصحابك؟»، قال: أردت أن أصلي معك الجمعة ثم ألحقهم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما أدركت غدوتهم.. ولغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها».
ثم مضى الناس، وكان الصحابي زيد بن أرقم يتيما في حجر عبد الله بن رواحة فكان يردفنه خلفه على حقيبة رحله فو الله إنه ليسير ليلة إذ سمعته وهو ينشد أبياته هذه:
إذا أديتني وحملت رحلي .. مسيرة أربع بعد الحساء
فشأنك أنعم وخلاك ذم .. ولا أرجع إلى أهلي ورائي
وآب المسلمون وغادروني .. بأرض الشام مشتهي الثواء
وردك كل ذي نسب قريب .. إلى الرحمان منقطع الإخاء
يقول الصحابي زيد بن أرقم: فلما سمعتهن منه بكيت فخفقني بالدرة وقال: «ما عليك يالكع أن يرزقني الله الشهادة فأستريح من الدنيا ونصبها وهمومها وأحزانها وترجع بين شعبتي الرحل».
ثم نزل الصحابي ابن رواحة من الليل، ثم صلى ركعتين ودعا فيهما دعاء طويلا ثم قال: يا غلام. قلت: لبيك. قال: هي إن شاء الله الشهادة.
قالوا: ولما فصل المسلمون من المدينة سمع العدو بمسيرهم فتجمعوا لهم وقام فيهم شرحبيل بن عمرو فجمع أكثر من مائة ألف،وقدم الطلائع أمامه.
فلما نزل المسلمون وادي القرى بعث أخاه في خمسين من المشركين فاقتتلوا وانكشف أصحاب سدوس وقد قتل، فشخص أخوه، ومضى المسلمون حتى نزلوا معان من أرض الشام.
وبلغ الناس أن هرقل قد نزل مآب من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم وانضم إليهم مائة ألف أخرى من لخم وجذام وقبائل قضاعة أخرى.
فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على معان ليلتين يفكرون في أمرهم، وقالوا نكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره بكثرة عدونا فإما أن يمدنا بالرجال وإما أن يأمرنا بأمر فنمضي له.
فشجع الناس عبد الله بن رواحة فقال: «يا قوم والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة وما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظهور وإما شهادة وليست بشر المنزلتين». فقال الناس: صدق والله ابن رواحة.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها