منذ عام تقريبًا، تعرفت على شاب عن طريق تطبيق للعمل، بعدها علاقتنا تطورت، و طلب مني الزواج، وأقنعني به، فقبلت لكوننا نحب بعضنا، وعندما تحدثت مع أمي عن الأمر رفضته، لأنه يكبرني بـ 13 عامًا، وأنا لم أزل على حد قولها "صغيرة"، ولم أكمل الماجستير بعد، كما أنه ليس من مدينتي نفسها بل من مدينة أخرى.أنا أحبه وهو يحبني، ونريد علاقة شرعية، ومع رفض أمي فكرت أن أخبر أبي، لكنني تراجعت خوفًا من رفضه وفقدي ثقته بي، لكنني لا أريد خسارة الشاب، وقد استخرت، وحائرة، لا أدري ماذا أفعل؟أرجو عدم ذكر الاسم – مصر
الرد:
مرحبًا بك يا عزيزتي ..
أتفهم حيرتك، ولا أدري لماذا تضعين نفسك في هذا المأزق؟!
اطلبي من هذا الشاب أن يتقدم لك رسميًا، وهو ما يعني مقابلة والدك.
هذا حسم، وسير منطقي للأمر، ومحترم، ولصالحك، مهما كانت النتائج.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟ اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟العلاقة الشرعية، هي تلك التي في النور، وهي معنى
الحب الحقيقي، بدون ذلك هو حب مزيف، ولن يستمر، فالعلاقات التي تتم وتستمر في الظلام هي علاقات وهمية، تضر أصحابها ولا تنفعهم مهما توهموا أنها جيدة، ومرضية لهم، بينما هي علاقات مرضية- من المرض- وفارق عن علاقة صحية ترضي أصحابها وأخرى تمرض نفوسهم.
ولابد للنور والشرعية في
العلاقات العاطفية من موافقة ولي المرأة، وأنت لم تذكري سبب تخوفك من رفض والدك، وهل لوالدتك تأثير طاغي على اتخاذه للقرارات أم لا، ومن الممكن أن يوافق ويقنعها فتعدل عن رفضها؟!
يمكنك التفكير في شخص بالغ ، عاقل، مقرب من والدك، كأخ، خال، عم، واستشارته وطلب الدعم لك، وتشجيعك على الحديث مع والدك في الأمر.
وأخيرًا، أنت تقولين أنك "استخرت" الله عزوجل، وهو جيد ومطلوب ومهم، ولكن، معنى الاستخارة يا عزيزتي، تفويض أمرك لله، والرضى بما سيحدث ويكتبه لك الله فيما يتعلق بهذه الزيجة، فدعاء الاستخارة هدفه أن يكتب الله لك "الخير" وييسره لك، وأن يصرف عنك الشر، وأن يقدر لك الخير حيث كان، ومع من يشاء، هل وصلت إليك الفكرة؟!
إن دعاء الاستخارة تدريب نفسي راقي على "القبول"، و"الرضى"، بالقدر، وأن :" الله يعلم وأنتم لا تعلمون"، و" عسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم"،و" عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم".
أرجو أن تكوني أنت المتحكمة في "مشاعرك" يا عزيزتي، فالمشاعر كالحصان، والطبيعي أن يركب الشخص الحصان لا العكس، وعندها ستختبرين حقيقة المشاعر والعلاقة ومدى كونها مناسبة لك أم لا، هذا كله مع الاستخارة، وسلوك الطريق المستقيم بالتقدم لوالدك، والرضى بعدها بما سيكون، هو الحل لما ترينه "مشكلة محيرة"، ودمت بخير.