عزيزي المسلم، إذا رأيت قساوة في قلبك، ووهنًا في بدنك، وحرمانًا في رزقك، فاعلم أنك
تكلمت فيما لا يعنيك.. لذلك ترى الشرع الحنيف في شقيه القرآن الكريم والسنة النبوية يدعو الإنسان إلى عدم الانشغال بما لا يعنيه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه قال: «(من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، في بضع كلمات بسيطة، يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم، روشتة فعالة لتحقيق التوزان بين طوائف المجتمع، بعيدًا عن التطفل الزائد.
وفي الحديث النبوي حث على الاشتغال فيما يعني المرء من شؤون دينه ودنياه، لأنه إذا كان من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، فما لاشك أن اشتغاله فيما يعنيه أفضل.
اقرأ أيضا:
الفرق بين الكرم والسفه.. بطون المحتاجين أولىالمتطفل والإمعة
المتطفل كالإمعة، كلاهما لا شخصية له، يبحث عن مساوئ الناس أو أفضالهم، ليشغل بها نفسه، لأنه لا يملك ما يشغله في نفسه، لأن كل ذلك لغو لا قيمة له. يقول تعالى معددًا صفات المؤمنين، والتي جعل من بينها: «وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ».
يروى أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فقد كعب ابن مالك، فسأل عنه؛ فقالوا: مريض، فخرج يمشي حتى أتاه، فلما دخل عليه قال: أبشر يا كعب! فقالت أمه: هنيئاً لك الجنة يا كعب! فقال: من هذه المتألية على الله؟ ! قال: هي أمي يا رسول الله! فقال: وما يدريك يا أم كعب؟ ! لعل كعباً قال ما لا يعنيه، أو منع ما لا يغنيه».. إذن لربما يمنع المرء من دخول الجنة إذا خاض فيما لا يعنيه.
لا تتبع عورات الناس
المتتبع عورات الناس، مثله مثل المتحدث فيما لا يعنيه، كلاهما إنسان فارغ من داخله، عديم الشخصية والطموح.
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته».
فمن شؤم هذا التتبع للعورات والاشتغال بعيوب الناس أن المشتغل بذلك يبتلى بما يعيب به غيره، فما الذي دهانا حتى نسينا أن نراقب ألسنتنا التي أصبحت كالمقاريض تنهش الأعراض دون خجل، ونسينا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، لمعاذ التي يقول في آخرها: «ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم».