أرجو عدم ذكر الاسم- مصر
شعورك بما تحتاجين إليه جيد، وصحي، وحرصك على ملازمة أولادك في هذه المرحلة الحرجة مهم، وضروري، ويستحق التحية لك.
لن أقول لك كلامًا تقليديًا من عينة، ابقي مع أولادك فهم سندك في المستقبل، أو ابحثي عن زوج ليكون هو السند فالأولاد ستكون لهم حياتهم، ويتزوجون، وينفصلون عنك ويتركونك وحيدة، فذلك كله هو ما يشيع قوله بين الناس، وإنما سأقول لك كوني أنت سند نفسك، تدربي على أن تعيش بدون زوج، وبدون أولاد!
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟أعرف أنه من الصعب القول لك بأن لا تفكري كثيرًا في أنك لابد أن تتزوجي الآن وأنت بكامل صحتك وأنوثتك، وعليك الصبر حتى يأتي المناسب، وحذار من الالقاء بنفسك في تهلكة اللحاق بالعمر والصحة والجمال، مع شخص غير مناسب، ولكن هذه هي الحقيقة، فكثيرات وقعن في هذا الفخ بسبب طريقة التفكير هذه.
أما اجابة سؤالك، هل لم يعد هناك رجال كما تريدين، فالاجابة هي أنهم "قلة" بالفعل، والأمر صعب بالفعل، ولأسباب متشابكة، معقدة، اجتماعية واقتصادية ونفسية، ولكنه ليس مستحيل، هذا الصنف من الرجال موجود لكنه نادر.
نعم، الكثرة الكاثرة هي من يتقدمون لك، وجزء من الحل أن تحاولي وضع نفسك في محيط يمكن أن تجدي به مواصفات الرجل المناسب لك بالمواصفات التي ذكرت، سواء من حيث المستوي المادي والإجتماعي، ومن حيث الظروف والحالة الاجتماعية، فأنت من المناسب لك مثلًا رجل أرمل أو مطلق لا ينجب، ساعتها سيكون أبناءك أبناؤه، وستقيمون معًا بشكل أسهل، أو آخر لديه أولاد ولكنهم كبار أو يقييمون مع والدتهم لأنه مطلق، ، وهكذا، مع الاستعانة بالله والدعاء.
جزء من الحل اشباع احتياجاتك النفسية من قبول واهتمام وأمان وتعاطف وغيرها من خلال علاقات الأسرة المتوافرة لديك والصديقات، هذا مهم، حتى لا تدفعك شدة العطش للشرب من ماء آسن، وقبول أي رجل واتباع ما يفعله البعض من سقوط في ورطة "جوازة والسلام".جزء من الحل، أن تبحثي عن ذاتك التي استهلكت في رعاية زوجك المريض والابناء طيلة السنوات الفائتة، أن تقتربي منها، ليس على مستوى الاحتياجات النفسية والعاطفية فحسب وإنما من جهة الأفكار، القدرات، المهارات، لابد أن تري نفسك "متحققة" بدون رجل، "بخير" بدون رجل، وحينها ستكونين قوية بما يكفي للصمود إن لم يأت- وهي فرضية أسوأ الأحوال- الرجل المناسب، وهذا هو المطلوب، حماية نفسك من السقوط، والتداعي بسبب عدم الزواج.
جزء من الحل هو التحلي بالمرونة، فلو وجدت الرجل المناسب الذي تتحقق مع الرغبات والأهداف والاحتياجات، فيمكن التحلي بالمرونة في احداث التوازن بين زواجك ورعاية أبناءك، بتصور وسط بين تصورك الأمثل ووضعه وظروفه، حتى لا تحرمي نفسك فرصة زواج جيدة بسبب تصوراتك الأمثل للوضع الأسري.وأخيرًا، نفسك، نفسك، يا سيدتي، اجعليها تشعر بقوة الوقوف على قدميها بدون سند، لا زوج ولا أولاد، هذا هو الأصل والأساس، فإن تواجدوا فبها ونعمت، وإن قدر الله غير ذلك، فأنت بخير، قوية، وداعمة لنفسك، ودمت بخير.