أئمة الإسلام العظام ضربوا أروع الأمثلة في التقرب إلى الله عز وجل بأعمال البر والخير، وكان شهر رمضان بالنسبة لهم ملحمة اجتهاد مستمر في العبادة وصلة دائمة لا تنقطع م الخالق عز وجل طوال ساعات وأيام وليالي الشهر الكريم .
الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى- روي عنه أنه كان يختم القرآن في رمضان ستين ختمة وفي غيره ثلاثين، فقد روى أبو نعيم في الحلية والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد عن الربيع بن سليمان قال: "كان محمد بن إدريس الشافعي يختم في شهر رمضان ستين ختمة ما منها شيء إلا في صلاة".
وقد علق
ابن الجوزي رحمه الله عن حال الشافعي في هذا الشهر الفضيل قائلا :
"وأعلم أن الراحة لا تنال بالراحة، ومعالي الأُمور لا تنال بالفتور، ومن زرع حصد، ومن جد وجد، لله در أقوام شغلهم تحصيل زادهم، عن أهاليهم وأولادهم، ومال بهم ذكر المال عن المال في معادهم، وصاحت بهم الدنيا فما أجابوا شغلاً بمرادهم، وتوسدوا أحزانهم بدلاً عن وسادهم، واتخذوا الليل مسلكاً لجهادهم واجتهادهم، وحرسوا جوارحهم من النار عن غيهم وفسادهم، فيا طالب الهوى جز بناديهم ونادهم:
أَحيَوا فُؤَادِي ولَكِنَّهم ...علَى صَيحَة من البين ماتُوا جميعاً
حرمُوا رَاحة النَّوم أَجفَانهم...وَلَفُّوا علَى الزفرات الضُّلوعَا
طُول السَّواعد شُمُّ الأُنوف...فطابُوا أُصُولاً وطَابُوا فُرُوعا".
اقرأ أيضا:
للعالم والمتعلم.. نصائح ذهبية من الإمام علي اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟