أنا امرأة متزوجة منذ 15 سنة ولدي ولد وبنت.
كان أهلي ظالمين فهربت مع زوجي وتزوجنا، وعشنا مع أهله، ولأن زوجي لم يكن عمله يكفي نفقاتنا، ولا يستطيع تحمل مسئولية وانفاق وحده، فقد كان أهله يساعدوننا بمصروف.
ومنذ ذلك الوقت وأهله يتدخلون في كل تفاصيل حياتي، وخصوصياتي المهدرة، ويعيرونني بأنني هربت مع ابنهم.
أنا أسكن في محافظة بعيدة عن أهلي، وكلما اعترضت على سوء المعاملة طلبوا مني ترك البيت والذهاب إلى أهلي.
لقد اكتشفت خيانات من زوجي لي، وهو يضربني ويشتمني ويتشاجر معي، وطلقني أكثر من مرة، وفي كل مرة أعود لأنه لا مكان لي أذهب إليه، فأنا لا أعمل ولم أتم تعليمي، ولا ملجأ لي ولا ملاذ.
مشاجرات حماتي معي في ازدياد، وهي كلما تشاجرت تصرخ حتى تسمع الجيران، وتعرفهم أنني زوجة ابن ظالمة.
لقد صرت عصبية للغاية مع أولادي، وأرتعش في كلامي، ولدي تقطع في النوم، أو نوم بكثرة، وكوابيس وهلاوس، أرى أشياء غير موجودة، وأقوم من النوم مرهقة، وأوجاع في كل جسدي.
جلبت قطة لكي أنفس عن نفسي وتسليني، ولكن حماتي افتعلت المشكلات بسبب ذلك كما تفعل معي في كل شيء، زاعمة أنه لابد من التخلص منها لأنها نجسة، ولا تقتنع بأي آية ولا حديث يعارض كلامها.
أصبحت أفكر جديًا في الطلاق، فالزوج دائما مهمل وخائن، والأم متسلطة وتريد فرض رأيها على كل أمور حياتي.
ومشكلتي هي، إلى أين اذهب؟ وأولادي أفكر في مصيرهم، ماذا أفعل؟
أرجو عدم ذكر الاسم- سوريا
الرد:
مرحبًا بك عزيزتي، رسالتك موجعك كما حالك سيدتي.
لن أتحدث معك عن خطأ ماضي، وهو الزواج والهرب بدون موافقة وعلم أهلك.
ما حدث قد حدث، وأنت الآن بالغة، راشدة، وأم مسئولة عن نفسك وأولادك، وعليك التصرف وفق ذلك كله.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟ اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟نعم، بلا بكائيات، ولا مظلومية، أنت لست مسئولة عن إهمال أهلك في تعليمك، لكنك مسئولة الآن عن ايجاد حل لذلك كله، مسئولة عن التفكير في حلول للخروج من أزمتك ولو بعد حين، فأنت محتاجة لتخطيط واعداد يحتاج إلى صبر ووقت، أنت مسئولة عن تبعات قرارك بالهرب مع هذا الزوج، لذا فأنت مسئولة عن التفكير في نفسك، مهاراتها، كيفية تطويرها، للخلاص، ففي ذلك مخرج لك إن استطعت العمل فيما تجيدينه، سواء كان طبخ، أو أعمال نسوية يدوية، وغيره، فمؤكد أنت بارعة في شيء ما، وبدون شهادة جامعية أو تعليمية، فكم من نساء فعلن ذلك ولم يكن متعلمات، لابد أن تنظري إلى ما هو متاح الآن، وبعدها يمكنك التفكير في اكمال تعليمك، وليس هذا صعبًا ولا مستحيلًا إن امتلكت الرغبة والارادة.
أنت محتاجة إلى مساعدة نفسية عاجلة قدر المستطاع من متخصص لا محالة، فكل الأعراض التي ذكرتيها هي أعراض مرض الإكتئاب، بل إنك وصلت إلى مرحلة الهلاوس البصرية، والتعامل معه والتعافي منه يكون فورًا وبجلسات علاجية مع طبيب أو معالج نفسي، وليس بالتراخي والاستسلام والاهمال.
لا أدري هل ستتمكنين من مداراة حماتك وزوجك وتجاهل ما يصدر عنهم، والاعتناء بنفسك وأولادك، والتركيز على التعافي من نوبة الاكتئاب التي أنت تقاسينها ولا تعلمين أم لا؟!
لابد من التعافي أولًا، ثم الاستعداد للطلاق قبل اتخاد القرار، والتخطيط له، وما دمت في هذه الحالة الصحية النفسجسدية المؤلمة فلن تستطيعي التفكير بشكل صحيح ولا اتخاد قرارات سليمة.
هذا ما يمكنك فعله الآن يا عزيزتي، وفقك الله، ودمت بخير.