الصوم لا يعني الامتناع فقط عن الطعام والشراب من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، ولكنه بجانب ذلك هو أن يحفظ المسلم الصائم جوارحه عن كل ما يغضب الله عز وجل، صحيح أن هناك من الذنوب والمعاصي ما لا يبطل الصيام ولكنه ينقص أجر وثواب الصائم، ويفقد تأثير هذه العبادة على النفس التي فرض الله عليها الصوم لكي تتدرب على التقوى.. ومن بين هذه الذنوب والمعاصي:
الكذب:
فالله عز وجل حرم
الكذب مطلقاً، إلا ما استثنته الشريعة كما هو الحال في الحرب أو للصلح بين متخاصمين، لعموم الأدلة في ضرورة التحلي بالصدق كقوله تعالى: سورة التوبة الآية 119 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}، وفي (الصحيحين) وغيرهما، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سورة التوبة الآية 119 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.
و هناك معنى لابد من أن ينتبه المسلم إليه ، وهو أن الصائم يريد حسنات توضع في ميزان حسناته، والكذب سيئات فإذا كنت صائما فلا تأتِ بقول زور يضيع ثواب صومك، لكن ليس المعنى أن تكذب ولا تصوم، هنا جمعْتَ بين رذيلتين: رذيلة الفطر ورذيلة الكذب فترجح كفة السيئات.
الغيبة والنميمة:
ومعصية الغيبة وهي ذكر الإنسان بما يكره لا تفطر الصائم، وهي معصية؛ لقول الله (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا{ [الحجرات:12].، وكذلك
النميمة و هي نقل الكلام السيء بين الناس لإحداث الوقيعة واحداث الفتنة بينهم هي معصية منكرة رغم أنها لا تبطل الصوم لكنها تنقص الأجر والثواب ، وتزيد السيئات وتضيع الحسنات.
السب والشتم:
السب والشتم ، كل ذلك لا يفطر الصائم وغيره، وهي تجرح الصوم وتنقص الأجر؛ ولقوله ﷺ: "الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم".
فيجب على المسلم أن يحفظ لسانه عن السب والشتم دائمًا، ولا سيما في شهر رمضان؛ لأن السب ليس من خلق المسلم، كما أن عليه أن يحفظ جوارحه عن كل ما حرم الله، وإذا سابه أحد فليقل: إني امرؤ صائم، كما علم النبي صلى الله عليه وسلم أمته ذلك، وإذا حصل منه ذلك بأن سب غيره فإنه آثم وصيامه صحيح، لكنه ناقص الأجر على قدر ما حصل من السب وغيره من المعاصي؛
شهادة الزور:
فقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من
شهادة الزور فقال: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه" رواه الإمام البخاري في صحيحه.
عدم غض البصر:
حرم الشرع على الرجال النظر إلى النساء حتى لو كان بنية حسنة، وإذا كان بشهوة كان التحريم أشد؛ لقول الله سبحانه: "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ"، ولأن إطلاق النظر من وسائل وقوع الفاحشة، فالواجب غض البصر مع الحذر من أسباب الفتنة. ولكن لا يبطل صومه إذا لم يخرج منه مَنِيٌّ، أما من أمنى فإنه يبطل صومه، وعليه قضاؤه إن كان فرضاً.
اقرأ أيضا:
كلما رأيت الخير.. أسرع الخطى إليه اقرأ أيضا:
لماذا لا نشعر ببركة الوقت وتمر أعمارنا سريعًا؟