عزيزي المسلم، تمر أيام رمضان يومًا بعد الآخر، وكأن العقد ينفرط شيئًا فشيئًا دون أن نشعر، لكن هناك أمورًا بسيطة لو وقفنا عليها قليلا، لربما استثمرنا هذا الشهر الفضيل أفضل استغلال.. ومن ذلك، أن تدعو لأخيك بظهر الغيب وأنت على الإفطار، وتيقن حينها أن دعائك سيستجاب، وستفوز في النهاية.

فإن من أبرز السنن النبوية المهجورة الدعاء بظهر الغيب للناس. عن عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل».

دعوة مستجابة

بالأساس للصائم دعوة لا ترد، كما بين النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر»، وأيضًا من دعا لغيره فإن دعوته مستجابة وله بالمثل، إذن لما لا نضع الفرصتين مع بعضهما البعض، ونستغلهما أفضل استغلال، ففي ساعة الإفطار نسأل الله لنا ولغيرنا.

وحينها لاشك سيكون الدعاء مجابًا، لأن من أخبرنا بذلك هو خير البشر صلى الله عليه وسلم، وهو لا ينطق عن الهوى، إذن هو وعد رباني لا جدال فيه.. وهو الذي قال: «أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ » (النمل: 62).

وليعلم من يسأل الله عز وجل أن مسألته مجابة يقينًا وثقة في الله عز وجل، فهناك خير كثير ينتظر الداعي المخلص وإن لم يحصل على مطلبه العاجل.

وفي ذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها مأثم و لا قطيعة رحم إلا أعطاه إحدى ثلاث: إما أن يستجيب له دعوته، أو يصرف عنه من السوء مثلها، أو يدخر له من الأجر مثلها» قالوا: يا رسول الله، إذا نكثر قال: «الله أكثر».

أنت تسأل عظيمًا

عزيزي المسلم، وقت الإفطار، وأنت تكسر صيامك، بعد يوم شاق وصيام اللهم يجعله مقبولا يارب العالمين، كأنك في لحظة إذا سألت الله أي شيء فلن يردك أبدًا.. فكن حريص كل الحرص على أن تدعو لك ولغيرك، ولا تقتصر الدعاء لنفسك.. فإذا كان الله قادر على أن يستجيب لدعوتك مهما كانت، فلا يعجز عليه الاستجابة لدعاء يجمعك بغيرك، خصوصًا لو كان داء بالهداية وراحة البال للمسلمين.

وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل في الحديث القدسي: « يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر».