من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وفي ظل اجراءات الحجرالصحي والتباعد الاجتماعي واغلاق المساجد كثف لأزهر الشريف خلال الأيام الماضيةمن جهوده لمواجهة ظواهر عديدة من أهمها السب واللعن والشتم والتنمر بين الشباب وكذلك العمل علي إشاعة أجواء من التفاؤل والسعادة والبعد عن التشاؤم كخلق نبوي أصيل
الدكتورة رشا كمال، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوىالإلكترونية،قالت في فيديو مصور لها إن السب واللعن والشتم والتنمر بين الشباب هذه الأيام هي ظاهرة وعرض نتج عن العديد من الأسباب، أهمها وجود خلل في طريقة تربية الأبناء.
الواعظة بالمركز العالمي للفتوي الإليكترونية قالت ، خلال الرسالة الرابعة عشر من حملة «أيامامعدودات»، التي أطلقها المركز الإعلامي للأزهر أن التربية الدينية السليمة عليهاعامل كبير في تربية الأبناء والحفاظ عليهم من تلك الظواهر والسلوكيات السيئة،
الدكتوررشا حثت من خلال فيديو مصور لها علي ضرورةالانفتاح علي الأخر وعدم التقوقع علي الذات مشيرا إلي أن حذرنا الله تعالى من نبذ الآخر أو إيذاؤه أوالسخرية منه، كما جاء في قوله تعالى«ويل لكل همزة لمزة»، وقوله تعالى «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُواخَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًامِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون.
ومضت إلي القول إننا ونحن في شهر رمضان المبارك ، هناك فرصة عظيمة لابد أن يغتنمها كل إنسان ليصلح من سلوكه، ويجاهد نفسه، ويتعلم من صومه الصبر على مجاهدة النفس لترك المعاصي، كما يجب على الآباء والأمهات أن يربوا في أبنائهم قوة العزيمة الدينية، ومراقبة الله عز وجل في القلب.
وفي السياق ذاته وفي إطار المساعي لتعزيز أجواء التفاؤلخلال شهر رمضان وانتشار فيروس كورونا واغلاق المساجد قالت إيمان مرعي، من واعظات مجمع البحوث الإسلامية، إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يعجبه الفأل في كل شيء؛ لأنه يدل على حسن الظن بالله - تعالى- بخلاف التشاؤم الذي يدل على سوء الظن بالله.
وحثت مرعي من خلال فيديو مصور تم نشره علي الصفحةالرسمية للمجمع على شبكة التواصل الاجتماعي « فيسبوك» عموم المسلمين علي تكريس أجواء التفاؤل بالقول : لا تنشروا بين الناس الإحباط واليأس وإقطاع رجائهمعن الخير والأمل، فالمسلم يجب أن يكون متفائلا في أحلك الظروف وأشد الأزمات.
ودللت علي أهمية التفاؤل كسبيل للنجاح بعدد من وقائع سير الأنبياء : "عندما لحق فرعون موسى وأصحابه- عليهم السلام- وكان البحر من امامهم وفرعون من خلفهم فخافوا، قاللهم: " كلا إني معي ربي سيهديني"؛ فلم ييأس ولو لحظة واحدة".
وأضافت أن حسن الظن بالله يجلب السعادة والسرور إلى القلب ويذهب الهم والغم ويدفع إلى الجدوالعمل، ونحن قوم إذا ضاقت بنا الدنيا وسعنا الله برحمته.
وبدوره ، أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصريةالسابق إن التفاؤل قيمة يعيشها الإنسان عندما يكون قلبه منفتحًا على العالم، محبًا للدنيا، ومحبًا للآخرة؛ وبذلك يجلب السعادة إلى النفس، وإلى القلب، ويتم ترويح المؤمن، ويتم له السرور والحبور.
وأشار جمعة خلال منشور له بصفحته الرسمية علي شبكةالتواصل الاجتماعي ، أن النبي كان يُحب الفأل الحسن فعن أنس رضى الله عنه أن النبي قال: "لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل الكلمة الحسنة، والكلمة الطيبة» كان -صلى الله عليه وسلم- يعجبه الفأل الحسن ويكره التطيُّر بالشر، يكره التشاؤم، يكره أن نلتمس من الإشارات، ولكنك تجد احدهم يقرأفي الصباح حظك اليوم بالجريدة، ثم يبدأ يتشاءم، ويتطير، يسمع غراب فيفعل هكذا،ويتشاءم أبدًا.
وعاد عضو هيئة كبار العلماء الي السيرة النبوية للتدليل علي أهمية التفاؤل حيث قال : كان النبي -صلى الله عليه وسلم- دائم التفاؤل، وهذالا يتأتى إلا من قلب رحيم؛ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: «كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة» أخرجه ابن ماجه.
ذكر الدكتورجمعة عديد من الأحاديث التي تحث علي التفاؤل ومنها ما روي عنأبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال سمعت النبي - - يقول: «لا طيرة وخيرها ...» يعنيخير الطيرة هذه إذا كان في طيرة، إذا كنت تريد أن تقرأ الكون فهذا إذن الفألالحسن، قيل: يا رسول الله وما الفأل؟ قال: «الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم».
وخلص عضو هيئة كبار العلماء في نهاية منشوره للقول :"في الفأل تقوية للنفس، وتقوية للعزيمة، ومعونة أيضًا، معونة على فعل الخير،وعلى الربح في هذه الحياة الدنيا، والفأل كما أنه فيه تقوية للعزائم، ومعونة علىالربح فهو باعثٌ أيضًا على الهمة، والعمل الصالح".
القرآن الكريم لم يغب عن سياق حث المسلمين علي التفاؤل لما فيه ومن خير ونبذ المتشائمين والمتطايرين بالقول في سورة يس قَالُوا إِنَّاتَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَمن ثم فعلينا التأكيد علي ان التفاؤل خلق لأنبياء اللهوقيم إسلامية عظيمة يجب علينا التحلي بها ونبذ التشاؤم .