أسباب النزول من الموضوعات المهمة التي تعين القارئ للقرآن على فهم معاني الآية وسبب ورودها.. آيات كثيرة يقرؤها البعض يمر عليها في تلاوته دون أن يفهم معناها.. أو أنه قد يفهمه بشكل غير صحيح.. يزول هذا كله مع التعرف على سبب نزول الآية فهنا يتضح المعنى ويزول الإشكال.. ولهذا نستعرض خلال الشهر الكريم أسباب نزول عدد من الآيات والسور.. إعانة منا على فهم كتاب الله وتدبر معانيه..
ورد في سبب نزول هذه الآية أنها نزلت في الكفار الذين ماتوا على الكفر، فالسيئة هنا هي الشرك، فهذا هو ا
لذنب الذي يحيط بالعبد، فلا يغفره الله تعالى، وما عداه من الذنوب، فإن صاحبه تحت المشيئة.
حال العصاة:
وأما من أشرك، ومات على الشرك، فهذا هو المستحق للنار، خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: ثم ذكر تعالى حكمًا عامًّا لكل أحد، يدخل به بنو إسرائيل وغيرهم، وهو الحكم الذي لا حكم غيره، لا أمانيهم ودعاويهم بصفة الهالكين والناجين، فقال: {بَلَى} أي: ليس الأمر كما ذكرتم، فإنه قول لا حقيقة له، ولكن {مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً} وهو نكرة في سياق الشرط، فيعم الشرك فما دونه، والمراد به هنا الشرك، بدليل قوله: {وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} أي: أحاطت بعاملها، فلم تدع له منفذًا، وهذا لا يكون إلا الشرك، فإن من معه الإيمان لا تحيط به خطيئته {فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، وقد احتج بها الخوارج على كفر صاحب المعصية، وهي حجة عليهم كما ترى، فإنها ظاهرة في الشرك، وهكذا كل مبطل يحتج بآية، أو حديث صحيح على قوله الباطل، فلا بد أن يكون فيما احتج به حجة عليه. انتهى.
باب التوبة:
فإذا علمت هذا؛ فإن المدمن من جملة العصاة، وليس هو من المتوعدين بهذه الآية، ثم إن باب التوبة مفتوح أمام المشرك، وأولى من دونه من أصحاب المعاصي، فلو تاب المشرك توبة نصوحًا، وأسلم، غفر الله له ما كان منه، كما قال تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ".