في زمن عز فيه المعاملة الطيبة بين الناس وبعضهم البعض، بالتبعية زادت المعاملات القاسية للحيوانات، ونسينا أن نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم حثنا على ضرورة الرفق بالحيوان.
فقد أخبرنا النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، عن امرأة دخلت النار بسبب قطة حبستها وحرمتها من الأكل.. ورجل دخل الجنة بسبب سقية ماء لكلب كان يموت عطشًا.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « بينا رجل يمشي فاشتد عليه العطش، فنزل بئراً فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي فملأ خفه ثم أمسكَه بفيه، ثم رقى، فسقى الكلب فشكر الله له، فغفر له »، قالوا: يا رسولَ الله، وإن لنا في البهائم أجراً؟ قال: « في كل كبد رطبة أجر».
رحمة النبي بالحيوان
رحمات النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، بجميع الخلق كثيرة ومتعددة، لكن رحمته خاصة بالحيوان لها طابع خاص.
من رحمته عليه الصلاة والسلام، أنه نهى أن يحول أحد بين حيوان أو طير وبين ولده.. فيحكي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنهم وجدوا طائرا ومعه أولاده صغار، فأخذوا أولادها، فالطائر رفرف بجناحيها، فجاء رسول الله، وقال «من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها».
بل أنه صلى الله عليه وسلم وصل به الأمر لأن لعن من يعذب طيرًا أو حيوانا، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن الرسول لعن من يمثل أو يعذب أى حيوان أو طير .. بينما حث الصحابة على حسن معاملة الحيوانات والرفق بها، فمن يفعل ذلك فله أجر من الله فـ«في كل ذات كبد رطبة أجر».
عليك بالرفق
عليك بالرفق.. كانت هذه نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حينما ركبت أحد الدواب فكانت فيه صعوبة، فجعلت تردده.
ومن رحمته صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالإحسان للبهيمة حال ذبحها.. فأمر بآلة ذبح حاد، قائلاً: «وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته» .. وأن يراعي البشر شعور البهيمة، فلا يذبح أخرى أمامها ولا يعذبها ولا يحبسها أو يرميها ولا يلعنها.. ويؤكد «من رحم ولو ذبيحة عصفور، رحمه الله يوم القيامة».
اقرأ أيضا:
فضل الصلاة على النبي .. وأفضل الصيغ في هذا