كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف الناس ويقدر مكانتهم بين قومهم، ولذلك لما دخل عليه
عدي بن حاتم الطائي كان يعرف أنه سيد قومه، فدفع له بفرشه وجلس هو على الأرض، فعرف عدي أنه ليس ملكا كالملوك، بل هو نبي.
وكان ممن وفد عليه من الملوك وائل بن حجر، وهو من ملوك اليمن.
روى البخاري رحمه الله تعالى في التاريخ، عن وائل بن حجر رضي الله تعالى عنه قال: بلغنا ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في بلد عظيم ورفاهة عظيمة فرفضت ذلك، ورغبت إلى الله عز وجل وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما قدمت عليه أخبرني أصحابه أنه بشّر بمقدمي عليهم قبل أن أقدم بثلاث ليال.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاوأضاف : لما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمت عليه فرد عليّ، وبسط لي رداءه وأجلسني عليه، ثم صعد منبره وأقعدني معه ورفع يديه وحمد الله تعالى وأثنى عليه وصلى علىّ النبي صلى الله عليه وسلم.
واجتمع الناس إليه فقال لهم: «يا أيها الناس، هذا وائل بن حجر قد أتاكم من أرض بعيدة، من حضر موت، طائعا غير مكره، راغبا في الله وفي رسوله وفي دين بيته، بقية أبناء الملوك» .
فقلت: يا رسول الله، ما هو إلا أن بلغنا ظهورك، ونحن في ملك عظيم وطاعة، وأتيتك راغبا في دين الله، فقال:"صدقت".
وتابع قائلا : جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " هذا وائل بن حجر جاء حبا لله ولرسول".
وبسط يده وأجلسه وضمه إليه وأصعده المنبر، وخطب الناس فقال: "ارفقوا به فإنه حديث عهد بالملك".
فقلت: إن أهلي غلبوني على الذي لي فقال: " أنا أعطيكه وأعطيك ضعفه" .
وقد كان وائل بن حجر ملكا من أقيال حضر موت، وكان أبوه من ملوكهم، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقال إنه بشر به أصحابه قبل قدومه فقال: " يأتيكم وائل بن حجر من أرض بعيدة من حضر موت طائعا راغبا في الله عز وجل وفي رسوله وهو بقية أبناء الملوك"، فلما دخل عليه رحب به وأدناه من نفسه على مقعده.