بالرغم من الواقع الجديد الذي أصبحنا نعيشه، والذي يفرض علينا التواجد في المنزل لأوقات طويلة، وهو ما يعني توقفنا عن ممارسة حياتنا بشكل طبيعي في ظل ضرورة الحفاظ علي التباعد الاجتماعي، إلا أن مازال هناك العديد من الفوائد من الحجر المنزلي.
ومن أبرز تلك الفوائد هو توفر الوقت الكافي للتعلم والتثقف والمطالعة، وبفضل التطور التكنولوجي أصبح الوصول إلى المعرفة وقراءة الكتب أمرًا ليس بالعسير وبخاصة مع توفر المكتبات الرقمية عبر العالم.
وقد نشطت خلال السنوات الماضية عمليات تأسيس مكتبات الرقمية في الشرق الأوسط، وهذه المكاتبات علي مواد رقمية عالية الجودة تعكس التراث الثقافي والحضاري والتاريخي العربي، وفقا لمجلة فوربس.
ذاكرة مصر المعاصرة
هو مشروع مصري بحت لإنشاء مكتبة رقمية للمواد ذات القيمة الثقافية والتاريخية، لتكون مصدرًا رئيسيا لتاريخ مصر، وتضم مواد تم جمعها ورقمنتها منذ عهد محمد علي في عام 1805 حتى نهاية عهد الرئيس السادات في عام 1981.
وقد تم جمع هذه المواد من جانب مؤسسات وأشخاص ومؤرخين وكبار السياسيين والكتاب المصريين لتاريخ مصر المعاصر، خلال المائتي عام الماضية بجانب الأرشيف التاريخي لمكتبة الإسكندرية.
وتضم المكتبة الرقمية أكثر من 82 ألف صورة، وما يفوق 25 ألف وثيقة مختلفة، و231 خريطة، و209 صور لمختلف الأوسمة، وأكثر من 11 ألف طابع بريد، بجانب أغلفةٍ لكتب ومجلات لأهم الشخصيات المصرية عبر التاريخ.
المجموعات العربية على الإنترنت
تعد المكتبة الرقمية التي تحمل اسم "المجموعات العربية على الإنترنت" ثمرة شراكة بين جامعة نيويورك بأمريكا وجامعة نيويورك بأبوظبي، وتقدم محتوى باللغة العربية مستمد من عدد من المكتبات حول العالم.
وتشير الإحصاءات الصادرة عن المكتبة الرقمية أن عدد مستخدميها ارتفع بنسبة 700%، من 50 ألفًا إلى أكثر من 350 ألف مستخدم خلال شهر مارس الماضي، وكان أغلب مستخدمي المكتبة خلال تلك الفترة من منطقة الشرق الأوسط.
و تعمل جامعة نيويورك على رقمنة الكتب العربية من الأرشيف الوطني لدولة الإمارات والمكتبات الأكاديمية التابعة لـست مؤسسات علمية هي جامعة نيويورك وجامعة كولومبيا وجامعة كورنيل وجامعة برنستون والجامعة الأميركية في بيروت والجامعة الأميركية في القاهرة.
ويوفّر هذا المشروع إمكانيّة الولوج الإلكتروني إلى ما يقارب 13 ألف مجلد في أكثر من 7 آلاف تخصص ومجال، مثل الأدب والتاريخ والقانون والدراسات الإسلامية، وتتنوع تواريخ تأليفها من المؤلفات القديمة وصولًا لمؤلفات تسعينيات القرن الماضي، ويهدف هذا المشروع إلى عرض ما يصل إلى 23 ألف مجلد.
الوراق
في عام 1998، بدأت الشركة الإماراتية العاملة في مجال النشر الإلكتروني "القرية الإلكترونية"، التي أسسها الشاعر والأديب الإماراتي محمد أحمد خليفة السويدي، في إطلاق أول مكتبة رقمية للتراث العربي على الإنترنت أطلق عليها إسم "الوراق".
وقد أطلقت النسخة الأولى من الموقع عام 2000، و ضمت المكتبة حينها 800 كتاب، إلى أن أصبحت حاليًا تضم أكثر من ألف كتاب في ما لا يقل عن مليون صفحة، من أمهات التراث في مختلف حقول المعرفة من الأدب إلى الدين والفلسفة والتاريخ والعلوم.
ووفقًا للموقع الإلكتروني لشركة القرية الإلكترونية، بلغ عدد زوار موقع "الوراق" أكثر من 100 ألف زائر شهريًا، مع تجاوز عدد المسجلين به نحو 400 ألف مستخدم.
ويتيح الموقع حاليًا تطبيق الوراق الذي يضم محتوى ضخم من الكتب العربية بجانب مكتبة صوتية مع إمكانية البحث داخل الكتب عبر تطبيق الهاتف.
كما تضم القرية الإلكترونية مواقع معرفية أخرى تهتم بالأدب والتاريخ منها واحة المتنبي وهو الموقع الوحيد الذي يعرض شعر المتنبي على الإنترنت,بالإضافة إلى موسوعة المسالك المنتوعة و سلسة "رواد الآفاق" التي تحتوي على أكثر من 150 كتابا من مدونات الرحالة العرب والمسلمين خلال الألف سنة الأخيرة.
مؤسسة هنداوي
تأسست مؤسسة هنداوي عام 2007، كمؤسسة غير هادفة للربح، تسعى إلى إحداث أثر كبير في عالم المعرفة، من خلال العمل على تكوين أكبر مكتبة عربية تضم أهم كتب التراث العربي الحديث بعد إعادة إنتاجها.
وتقوم المؤسسة بالإضافة إلى الطباعة بنشر المؤلفات القيمة التي كتبت بالعربية لكبار الكتاب والمثقفين العرب أو ترجمت إليها في مختلف المجالات العلمية والأدبية والفنية بشكل رقمي، وتتيحها مجانًا عبر موقعها للقارئ.
ووفقًا لموقعها الإلكتروني، تضم المكتبة 1867 كتابًا في مختلف المجالات، منها الأدب وإدارة الأعمال والصحة والتاريخ وعلم النفس والاقتصاد وغيرها، بالإضافة إلى موسوعات وسلاسل كتب للأطفال، وقد أتاحت المؤسسة مؤخرًا تطبيق "هنداوي كتب" وتم تنزيله أكثر من 10 آلاف مرة من خلال (Google Play).