أخبار

فكرة رائعة اعملها قبل الفجر بـ20 دقيقة هتغير حياتك كلها .. جرب ولن تندم

علماء يبتكرون رقعة جلدية لقياس ضغط الدم

هل الزواج بأحد قدر مكتوب أم قرار واختيار من الإنسان؟

تحذير من "عواقب صحية خطيرة" لمن يتناولون الطعام بعد هذا التوقيت

الزواج ليس نهاية الحكاية .. 7 أشياء يبحث عنها الرجل في المرأة

الذكر يريح القلب ويبعث الطمأنينة .. تعالوا نذكر الله بهذه الطريقة

كيف تدير مشكلة طرفها امرأة.. هكذا كان يفعل النبي؟!

كيف تزجر النفس عن المعاصي؟

تريد أن تحقق الطمأنينة والسلام النفسي في حياتك؟.. عيش بهذا الذكر وردده من قلبك

إصلاح النفس غاية الجميع.. لكن كيف يكون الطريق إليه؟

د. عمرو خالد يكتب: كيف ترتقي إلى الإحسان أعلى درجات الإيمان؟

بقلم | د. عمرو خالد | الاربعاء 10 يونيو 2020 - 01:59 م
الإحسان هو أعلى درجات الإيمان، ومعناه: إحساس عال جدًا بالله في كل جزئيات حياتك، "أن تعبد الله كأنك تراه"، أن تستشعر به في كل أوقاتك، حتى في نومك، لا تتخلى عن هذا الشعور الذي يسري بداخلك، وهو أنك تعيش مع الله طوال الوقت، ولا يفارقك هذا الشعور أبدًا في جميع أحوالك.

الإحسان درجتان 


والإحسان درجتان: إحساس عال، "أن تعبد الله كأنك تراه"، وإحساس أقل من ذلك "فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، وهو أن تشعر أن ربنا حاضر معك في كل حياتك وتصرفاتك.
وإذا سرى فيك الإحسان.. تحسنت أخلاقك وصفاتك وقدراتك ونجاحك.. لأنك ترى الله في كل حياتك.. مع الله تعبده وتصلي كأنك تراه.. مع الناس حسن الخلق.. في الحياة إحسان العمل، يعني إتقان وإبداع.. فيكون الإحسان ثلاثي الأبعاد: مع الله – مع الناس – مع الحياة.
وفي الحديث الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ووصفه الإمام الشافعي بأنه "ربع الدين"، يقول: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال يا محمد، أخبرني عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً". قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره ". قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان؟ قال: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك". قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: "ما المسئول عنها بأعلم من السائل". قال: فأخبرني عن أمارتها؟. قال: "أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان". ثم انطلق، فلبثت مليًا، ثم قال لي: "يا عمر، أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم". رواه مسلم.

العيش مع أسماء الله الحسنى 


والعيش مع أسماء الله الحسنى يحرك الخيال الروحي لتصل لإحساس "كأنك تراه"، لأن العقل البشري يعجز أن يدرك ذات الله! فإدراك الذات الإلهية أمر يستعصي على البشر، ولكن الله برحمته ولطفه ومحبته لعباده عرف نفسه لعباده بما يسهل عليهم إدراك صفاته سبحانه من خلال أسمائه الحسنى، ثم أفاض سبحانه برحمته وكرمه ووده بأن جعل أسماءه الحسنى تتجلى في كل الكون؛ فكان الكون مرآة لأثار تجليات أسمائه الحسنى. "كأنك تراه".
وأتذكر ما قاله لي صديق شاب يومًا: "كنت في الثانوي، وكان أبي مشغولًا في أعماله بشكل دائم أفقده الإحساس بي كابن له في مرحلة المراهقة أحتاج فيها لأب حنون صديق أشعر بقربه مني. حاولت كل المحاولات لأتودد إليه فلم أفلح، حتى كان يوم لمبارة كرة قدم لفريق المدرسة على نهائي دوري المدارس، وكنت أنا حارس المرمى، وتوسلت يومها لأبي ليحضر المباراة ليشاهدني وأنا ألعب؛ فوافق أمام إلحاحي، وحضر بالفعل، لكنه كان مشغولًا بهاتفه ولم يبد أي اهتمام بوجودي، ثم جاءه اتصال وسط المباراه فتركني وغادر مسرعًا! يقول لي: أنا أكملت المباراة لكن دموعي كانت تنهمر بشدة! يقول لي صديقي: بعد شهر توفي أبي، ووقفت على قبره فوجدت نفسي أقول له: أنا لم أعرفك! كنت أتمنى أن أعرفك، ماذا كان في الدنيا أهم من أن أعرفك!.
هذه القصة المؤثرة تبسط معنى الإحساس بصفات الخالق، وتذكر نفسك عندما تقف بين يدي الله يوم القيامة، فتقول له: أنا لم أعرفك يارب! لم اعرف صفاتك! فيقال لك: وماذا كان في الدنيا أهم من أن تعرف خالقك! لقد عرَّفك عليه بأسمائه الحسنى! كيف غادرت الدنيا ولم تعرف أرحم الراحمين - أكرم الأكرمين - الودود – الحكيم – الحليم – العليم – القريب – المجيب – الحي – القيوم".

الكون يذكرك بأسماء الله الحسنى 


كل صغيرة وكبيرة في الكون تذكّرك بأسماء الله الحسنى، لا توجد ذرة واحدة في الكون إلا وهي تحمل ختم أحد أسماء الله الحسنى. يقول الله: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إنَّ اللهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة:115]، كل ما هو موجود في الكون علامة إلهية أو إشارة على الحضور الإلهي، إشارة تربطك بأسماء الله المتعلقه بكل صورة للكون تراها في يومك وليلتك.
أسماء الله الحسنى تملأ الحياة، لتشعرك بحضور الله معك.. "كأنك تراه".. فمن أسمائه الحَنَّان المَنَّان يظهر أهل الحنان وأهل الفضل. ومن أسمائه الرؤوف الودود الحليم الرحيم يظهر أهل الكرم وأهل المودة وأهل الرحمة، ومن أسمائه الشافي ترى عجائب شفاء الله لعباده (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) [الشعراء:80].. ومن أسمائه الجبار يجبر عباده المكسورين في الحياة.
في صوت الرعد يتجلى اسم الله المهيمن، في نسمات الليل يتجلى اسم الله اللطيف، في تقلب أحوال البشر يظهر اسمه المُعِزّ المُذِلّ، كل جمال في الكون من سِر: "إنّ الله جميل يحب الجمال" كل رحمة في الكون من سر: "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ".
وأسماء الله الحسنى تسكن كل تفاصيل الحياة بطولها وعرضها، وحتى يصل الإنسان إلى مرتبة الإحسان عليه الإحساس بها، ولن يصل الإنسان إلى تلك المرتبة الإيمانية الرفيعة إلا من خلال الذكر فهو الذي سيقودك إلى ذلك.. كلما ذكرت بعمق.. ستفتح أمام أسرار وأنوار وأبواب وقنوات إلى عالم الروح.. أنوار وأفراح وطمأنينة ورضا وسعادة.. شيء يقذفه الله في قلبك.

اقرأ أيضا:

كل ما تريد معرفته عن برامج عمرو خالد خلال مسيرته الدعوية

الذكر قناة بين السماء والأرض


الذكر هو قناة مفتوحة بينك وبين السماء.. تذكر الله فتفتح القناة فيذكرك الله فورًا: "فاذكروني اذكركم"، ويقول الله تعالى في الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة. رواه البخاري ومسلم.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره كمثل الحي والميت". وجاء رجل إلى رسول الله يقول له؛ إن شرائع الإسلام قد كثرت علي؛ فأخبرني بشيء أتشبث به؛ فقال: "لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله تعالى" رواه الترمذي. عن مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ أن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال لهم: إن آخر كلام فارقتُ عليه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن قلتُ: أي الأعمالُ أحبُّ إلى الله؟ قال: «أن تموتَ ولسانك رَطْبٌ من ذكرِ الله» صحيح ابن حبان.
وحتى يتحقق الهدف والمقصد من الذكر، فلابد أن يكون مصحوبًا بالفكر.. والفكر هو التفكر والتأمل.. عندما يكون هناك ذكر وفكر يصبح اللسان ذاكرًا، والعقل متأملاً، والقلب يتأثر وينفعل.. ويرتقي الإنسان إلى مرتبة الإحسان.


الكلمات المفتاحية

الذكر أسماء الله الحسنى الكون يذكرك بأسماء الله الحسنى العيش مع أسماء الله الحسنى

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled الإحسان هو أعلى درجات الإيمان، ومعناه: إحساس عال جدًا بالله في كل جزئيات حياتك، "أن تعبد الله كأنك تراه"، أن تستشعر به في كل أوقاتك، حتى في نومك، لا ت