برغم ما انتشر مؤخرًا عن أهمية العزل المنزلي في معالجة وحصر المصابين بفيرس كورونا، فإن هناك اتجاهات مضادة لمختصين يرون أن العزل ليس مفيدا في كل الأحوال.
فبناء على ما نشره باحثون بجامعة كامبريدج فالعزل المنزلى يعرض المراهقين لمشاكل صحية عقلية وسلوكية ومعرفية يجعلهم أكثر عرضة للأمراض العقلية مستقبلا نتيجة عدم التفاعل الاجتماعى الذي يساعد على نمو الطبيعي للدماغ.
نتائج سلبية:
ودعا الباحثون إلى إعادة فتح أبوابها للشباب كأولوية لمنع الأضرار طويلة المدى، وعلى الرغم من إلقاء اللوم في انفجار مشاكل الصحة العقلية في السنوات الأخيرة ، إلا أن العلماء يقولون إن وسائل التواصل الاجتماعي ربما كانت في الواقع نعمة إنقاذ للمراهقين خلال الوباء.
وبينوا أن القدرة على التفاعل مع الأصدقاء ربما تكون قد خففت من بعض الآثار السلبية للإبعاد الجسدي، ويأتي ذلك بعد أن كشفت البيانات الرسمية أن نصف من هم دون سن 25 قد تأثروا بـ "الشعور بالوحدة".
يؤيد هذا ما توصلت إليه دراسات سابقة أشارت إلى أن العلاقات عالية الجودة مع ما يبدو لحماية الناس من مشاكل الصحة العقلية وتعزيز قدرتهم على التحمل، بينما العزل فيمكن أن يعوق نمو دماغهم وله عواقب لسنوات قادمة.
اتجاهات مضادة:
فيما يرى آخرون، أن العزل له دور كبير في التصدي للعديد من الأمراض التي حصدت أرواح الملايين على مر التاريخ، وفي ظل عدم توافر علاج أو لقاح مؤكد لجائحة كوفيد-19، اتجهت حكومات بعض الدول إلى فرض الإجراءات التقييدية، مثل العزل والتباعد الاجتماعي والحجر الصحي، للحفاظ على الصحة العامة، بالإضافة إلى تدابير وقائية أخرى، كغلق المدارس والمراكز التجارية ودور العبادة، ووضع قيود على السفر، وتعليق الكثير من الأنشطة.
خلوة مع الله:
فيما يمكن التوفيق بين الرأيين باعتبار العزلة بداية حياة جديدة حيث تتناول فيها أنفاسك اللاهثة مع أدويتك بمنأى عن نقل المرض لغيرك .
فهذا شاب نجح في تحويل عزلته المنزلية لبداي طريق جديد يقول: كنت في حاجة إلى هذه العزلة، ولم يكن بمقدوري أن أفعلها في ظروف غير المرض.. نعم المرض الذي يراه الناس بلاء كان سببًا في حياتي من جديد.. الفيرس هذا يستحق الشكر مني لأنه عرفني على ضعفي، وجدد علاقتي بخالقي.. حتى يقيني قد زاد وثقتي بالله فاقت الحدود كلها.. الفيرس لم يرفع مناعتي لمقاومة المرض فقط بل لمواجهة الحياة..
وينصح: "اجعلوها خلوة مع الله".. كانت هذه دعوة الشاب لكل مريض كُتب عليه العزلُ حتى يستعذب العزلة بل ويتمناها..
التفكير الإيجابي:
من الرائع جدا وانت في هذه الظروف الصحية أن تنتصر على إراتك وتهيئ نفسك لاستقبال الأمر ببساطة ودون تعقيد يضرك .. جميل أن تفكر خارج الصندوق.. والأجمل أن تحرز نتائج تستفيد منها ويستفيد منها الآخرون.. كثيرون تحدوا الإعاقة ولم يعبأوا بكلام الناس ونظراتهم المثبطة..
ويتحقق هذا بعدم التسليم للأفكار السلبية وأن تفكر بشكل إيجابي ولتعلم أن فوقك إرادة علوية .. وقدرة مطلقة تسير لك الأمور .. وأن الحياة بطولها وعرضها دار فتنة وابتلاء.. اعلم أن الصبر جزاؤه عظيم، بل عميم غير محصور؛ قال تعالى: "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"، وهو وحده القادر على رفع البلاء.