عزيزي المسلم، احذر الروتين، فإنه عدو قاتل للهمة، محبط للعزيمة، اكسر روتينك، وابدع في دعوتك، وجدد من وسائلك، وابحث عن الجديد في مجالك.
لو تتبعت حياة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، وكيف كان يقضي يومه، ستتعلم كيف تملأ حياتك بالعمل والإيمان وإتيان الفروض، وينتهي يومك دون أي روتين أو ملل.
فقد كان يجمع بين التعبد إلى الله عز وجل، والعمل اليومي المعتاد، بل أنه كان عليه الصلاة والسلام، يحلب شاته بنفسه.
عن عروة عن أبيه، قال: سأل رجل، أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته شيئا، قالت: نعم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته.
لا تكن فارغًا
الروتين يجعل الإنسان فارغًا، بلا هدف، لأنه بالأساس ليس هنالك وقت نستطيع أن نسميه وقت فراغ، ولكن حالة الشخص هي حالة الفراغ.
فالعادة أن الإنسان منذ أن ينتهي من عمل يقوم بأداء عمل آخر ينشغل به، لكن هذا ليس هو الإشكال، بل المشكل أن يكون المرء غير مستثمر لوقته، ومستغل لدقائق عمره.
يقول أبو ذر رضي الله عنه: قلت : يا رسول الله : أي الأعمال أفضل ؟ قال:«الإيمان بالله والجهاد في سبيله»، قال: قلت: أي الرقاب أفضل؟قال:(«نفسها عند أهلها وأكثرها ثمناً»، قال: قلت: فإن لم أفعل ؟ قال:(«عين صانعاً أو تصنع لأخر)»، قال:قلت:يا رسول الله : أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟قال:«تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفس».
ويقول العلماء: إن الأخرق هو الذي ليس بصانع.
اشغل وقتك
لو كان الوقت يباع ويشترى، لشغل الناس أنفسهم، واشتروا كل دقيقة تمر عنهم دون فائدة.
لذلك فقد حذر النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، من ضياع الوقت، روى ابن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «اغتنم خمسًا قبل خمس، وذكر منها: حياتك قبل موتك، وفراغك قبل شغلك».
بل أنه من أعجب الأحاديث التي رويت عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، والتي تحث على العمل حتى آخر لحظة في العمر، قوله: «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها»، فكن كذلك ولا تتردد.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها