كيف نقدم الدعم النفسي لأطفالنا لدى فقد الأحبة بسبب كورونا؟
بقلم |
ناهد إمام |
الاربعاء 17 يونيو 2020 - 10:40 م
يعد فقد الأحباء بسبب وباء كورونا، والحزن عليه من الأحداث المؤلمة التي تتعرض لها بيوتًا كثيرة في هذه الأوقات. وقد اهتمت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بالأمر وتأثيراته النفسيةعلى الأطفال بشكل خاص. مشيرة إلى أن وضع الحداد بسببب الفقد والحزن والخسارة هي أمور صعبةومعقدة عندما يواجهها أي شخص، وهي أكثر صعوبة وتعقيدا بالنسبة للأطفال، والذينربما يتعاملون مع هذه الأمور للمرة الأولى في حياتهم الغضة.
ومن جهتها، تحدثت الدكتورة ليسا دامور أخصائية نفسية وخبيرة ومؤلفة كتب شهيرة وتكتب عمودا شهريا في صحيفة "نيويورك تايمز" وأم لطفلين، حول كيفية مساعدة الأطفال في التعامل مع الخسارات، الكبيرة منها والصغيرة، أثناء هذه الأوقات الصعبة، قالت: " إن الإحساس بالخسارة والحزن تجربة نفسية مؤثرة تدفع البالغين والأطفال إلى الشعور بالتمزق والحزن الشديدين، ويمكننا استخدم كلمة الخسارة للإشارة إلى خسارة أشياء تتعلق بإيقاع الحياة وروتينها قبل الجائحة".
وتابعت في حديث ليونيسف : " أما الحزن فهو أكثر ديمومة، كالحزن على وفاة أحد الأحباء، وفي هذه الحالة، يكون ما يختلج في نفسية المرء مختلفا، إذ إضافة إلى الاضطرار إلى قبول غياب المتوفى، يتعين أيضا التعامل مع الشعور الصعب بتقبّل حقيقة أن المتوفى لن يعود". وأوضحت دامور أن اختلاف شعور الأطفال بالخسارة والحزن مقارنة مع البالغين يعتمد على عمر الطفل، موضحة أن الأطفال الصغار قد يشعرون بالحيرة إزاء ما يحدث بخصوص الخسارة والفقد على حد سواء، وقد لايفهم الأطفال دون سن الخامسة لم لا يتوجهون إلى المدرسة؟ ولم يبقى أهلهم في البيت؟وفي حالة الوفاة، قد لا يفهمون ما هو الموت أو أن الوفاة هي شيء دائم، وأن المتوفى لا يعود، لذا علينا أن نتفهم بأن الأطفال الصغار لا يتعاملون فقط مع التغييرات الكبيرة في حياتهم، وإنما أيضا هم لا يفهمون تماما في أغلب الحالات لم حدثت هذه التغييرات؟ أو ما الذي سبّبها؟.
وأضافت:" الأمر مختلف بالنسبة للأطفال من الفئة العمرية 6 –11 سنة فهم عادة تواقون للحصول على تفسيرات، وهم مستعدون لفهم ما الذي تسبّب في التعطيلات الكبيرة التي يتعاملون معها أو ما الذي تسبّب في وفاة شخص من أحبائهم، ويمكننا أن نقدم لهم الإجابات التي يبحثون عنها، لكن وفي أحيان أخرى فإننا ببساطة لا نعلم، وهذا قد يكون صعبا جدا لهم". وأشارت إلى أنه بالنسبة للمراهقين، تكون هذه العملية أكثر كثافة،إذ من الممكن أن تكون المشاعر قوية جدا لديهم، وأحيانا قد يحتاجون إلى طمأنة بأن شدة حزنهم أو حتى اللحظات التي ينسون فيها أو لا يفكرون فيها بوفاة فرد من الأسرة،هي جميعها أمور عادية ومتوقعة، إذ من الممكن أن يشعر المراهقون بأنهم لا يستجيبون على النحو الصحيح. ولمساعدة الطفل على التعامل مع هذه المشاعر قالت دامور موجهة كلامها للوالدين:" كن متعاطفا وصادقا مع أطفالك من كل الأعمار، ولكن تأكد بصفة خاصة من الالتزام بالوضوح مع الأطفال الصغار، فهم يحتاجون إذا ما كانوا دون سن الخامسة للحصول على تفسيرات واضحة جدا وبسيطة، بينما من الأكثر فائدة للبالغين أن تقول بدفء ولطف "لدي خبر حزين جدا أود إطلاعك عليه. جدّك توفي، وهذا يعني أن جسده توقف عن العمل، ولن نتمكن من رؤيته مرة أخرى"، وأكملت: " قد يكون من الصعب على الوالدين أن يستسيغوا مثل هذا التواصل المباشر، ولكن من المهم للمرء توخي الصدق والشفافية". وأشارت دامور إلى أن تعبير الأطفال البالغين عن حزنهم هو أمر جيد،فالاستجابة الصحيحة إزاء وفاة أحبائنا، مهم وعلى الكبار أن يكونوا قدوة للأطفال في كيفية التعامل مع المشاعر الصعبة، مهما كانت مؤلمة.