حينما منّ الله على نبيه صلى الله عليه وسلم في يوم حنين بمغانم كثيرة، أراد النبي أن يتألف قلوب العديد من حديثي العهد بالإسلام، فوجد الأنصار في أنفسهم شيئا، وظنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي قومه، فزاد لهم في العطاء، فجمع النبي الكريم الأنصار ووعظهم موعظة بليغة، ومؤثرة ذرفت منها العيون.
بداية القصة:
يقول الصحابي أنس بن مالك : فتحنا مكة ثم إنا غزونا حنينا فجاء المشركون بأحسن صفوف رئيت أو رأيت قال: فلم نلبث أن انكشفت خيلنا وفرت الأعراب ومن تعلم من الناس.
قال: فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا للمهاجرين.. يا للمهاجرين، يا للأنصار.. يا للأنصار، قال: قلنا: لبيك يا رسول الله.
قال: فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وايم الله ما أتيناهم حتى هزمهم الله.
قال: فقبضنا ذلك المال قال: فنزلنا فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي الرجل المائة ويعطي الرجل المائ.
اقرأ أيضا:
ماذا تعرف عن الريح التي تقبض أرواح المؤمنين؟حديث الأنصار:
قال أنس: فتحدثت الأنصار بينها: أما من قاتله فيعطيه وأما من لم يقاتله فلا يعطيه.
قال: فرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر برؤوس المهاجرين والأنصار أن يدخلوا عليه ثم قال: "لا يدخلن علي إلا أنصاري". قال: فدخلنا حتى ملأنا القبة.
فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الأنصار، ما حديث أتاني؟ " قالوا: ما أتاك يا رسول الله؟
قال: "ألا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وتذهبون برسول الله حتى تدخلوه بيوتكم؟ ".
قالوا: رضينا يا رسول الله، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أخذ الناس شعبا وأخذت الأنصار شعبا لأخذت شعب الأنصار" قالوا: رضينا يا رسول الله.
وقال صلى الله عليه وسلم : "ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي؟ " قالوا: بلى، قال: "ألم أجدكم عالة فأغناكم الله بي" قالوا: بلى.
قال: "ألم أجدكم أعداء فألف الله بين قلوبكم بي؟ " قالوا: بلى.
قال: "أما إنكم لو شئتم قلتم فصدقتم جئتنا طريدا فآويناك". قالوا: الله ورسوله أمنّ قال: "ولو شئتم قلتم: قد جئتنا مخذولا فنصرناك" قالوا: الله ورسوله أمنّ قال: "ولو شئتم قلتم: جئتنا عائلا فآسيناك" قالوا: الله ورسوله أمنّ.
قال: "أفلا ترضون أن ينقلب الناس بالشاة والبعير وتنقلبون برسول الله إلى رحالكم؟ " قالوا: بلى رضينا.
قال: "ولو أن الناس سلكوا واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبهم ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار".