لي صديقة في بداية صداقتنا كنت أستغربها كثيرًا، لأنها أكبر مني بكثير، وهي من حاولت التقرب مني ومصادقتي، تتحدث معي وتتصل بي في أي وقت ولا يهمها أن كنت مشغولة أو في عملي المهم تتحدث وتخبرني بما تعانيه، مع الوقت وحبي لها يزداد ولا أركز في الأمر، وأصبحت أعتبرها صديقة فعلًا حتى إن وقعت بلسانها أكثر من مرة أنها تتحدث معي مخصوصًا لتكتسب مني طاقة ايجابية وتجدد طاقتها، ومن وقتها وأنا أفكر كثيرًا في قطع علاقتي بها لأنها تعرفني مصلحة أن تمتص طاقتي فقط لأنها شخص متخصص في هذا العلم، وكانت كثيرة الكلام عنه ولكني لم أبال، حزنت على استغلال طيبة قلبي وحبي لها بالعكس المهم مصلحتها فقط وأنها تشعر بتحسن وتمتص طاقتي التي مع كل مرة كانت تنقل لي المشاعر السلبية وأحزن على حزنها.
(هـ. م)
يجيب الدكتور معاذ الزمر، أخصائي الطب النفسي وتعديل السلوك:
اللسان الطيب نعمة ورزق من الله عز وجل، فسبحان من جعل من الكلمة الطيبة صدقة، نظرًا لأهميتها وتأثيرها الايجابي علي نفوس البشر، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والكلمة الطيبة صدقة))، وقال الله في كتابه العزيز "وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ".
والكلام الإيجابي والمريح للآخرين خاصة إذا كانوا في أشد أوقاتهم وأزماتهم مطلوب، مقابل توخي الحذر وتجنب التأثر السلبي بما يعانونه.
واعلمي يا عزيزتي، أن الكلام الطيب المعسول يساعد الانسان على كسب قلوب الكثير، فالناس تحب التعامل مع الشخص حلو اللسان لاكتساب الطاقة الايجابية اللازمة ليكملوا بها يومهم وحياتهم كلها، وهذا ليس بالأمر السيء نهائي، فهذه ميزة ونعمة من الله عز وجل عليك أن تشكريه عليها.
اقرأ أيضا:
إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟!