أنا أرملة عمري 33 تزوجت منذ 5 سنوات فقط ولدي رضيع عمره 7 شهور وطفل عمره 3 سنوات.
عندما توفي زوجي فجأة كنت حاملًا وذهلت وسكتت ولم أبكي.
حتى الآن أنا غير مصدقة أنه مات وأشعر طول الوقت بالحزن، كيف أعيش وأعود كما كنت؟
الرد:
ألهمك الله يا صديقتي الصبر والسلوان.
الفقد قاسي، مشاعره موجعة، واحدى ردات الفعل تجاهه الصدمة قد تكون كما ذكرت صمتًا وذهولًا.
والبعض يصرخ بشدة ويبكي وربما يحطم أشياء حوله إلخ.
والبعض يهرب من مكان الصدمة، وأنت كنت حاملًا، ثم ووضعت وليدك ومررت بألم هذه المرحلة، النفسي والجسدي وبداخلك ألم الفقد، مع اختلاف الهرمونات الخاصة بكل هذه المراحل والعمليات البيولوجية فأنت عانيت بالطبع كثيرًا، فارفقي بنفسك.
ان طريقة تفكيرنا تجاه "الموت" تتحكم بشكل كبير في تعاملنا معه عندما يقع لأحبائنا.
التعامل مع الموت على أنه "بعد الشر" يجعله غير مقبول الحدوث فلا أحد يريد أن يحدث له هذا الشر، ولكنه لأنه يقع وبدون ارادتنا يجعلنا ذلك دائما في حالة صدمة وخوف، فإذا حدث لحبيب لنا لا نقبل التصديق لاننا لم نقبل وقوعه وحدوثه، غذا الحل هو "القبول" ، للموت أصلًا ثم قبول أننا سنموت ومن ثم قبول أن أحباءنا ماتوا.
أدعوك يا صديقتي لقبول "الحياة" بعد قبول الموت!
وذلك يعني ألا تحرمني نفسك من الفرح، ومن العلاقات الصحية في حياتك التي تسعدك وتمنحك الدعم والونس والحب والاهتمام من صداقات وأسرة وعائلة إلخ
أما مشاعرك السلبية فهي حقك، من حقك الحزن، والبكاء، ولكن بدون استغراق، بعد فترة مناسبة حدها الأقصى 6 أشهر ابذلي محاولات واجبة تجاه نفسك للتحرر منها، بالتعبير عنها وعدم دفنها، عبري بالكتابة، الرسم، أي وسيلة تريحك وتحبينها.
بعدها إن لم تلحظي تحسن صحتك النفسية فلا تترددي في طلب المساعدة النفسية حتى تستردين عافيتك، وتستطعين العيش بصحة نفسية جيدة لك ولأطفالك، ودمت بخير.
اقرأ أيضا:
إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟! اقرأ أيضا:
هل يشابه أبناء المطلقين آباءهم ويستسهلون الطلاق؟