يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: «كل شيء يناله الإنسان يمل منه سريعًا إلا صدق المشاعر وامتزاج الأرواح ».. ولو تدبرنا حياة الأنبياء أنفسهم سنجد أن هناك شخصًا ما يكون بجانبهم بمشاعر صادقة، يمنحه القوة وقت أن يواجهه قومه، وينصره وقت أن يحاربه قومه.
ولعل أصدق مثال على ذلك الصديق أبي بكر رضي الله عنه، والذي منح النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم بصداقته الكثير من الثقة والمساعدة والدعم النفسي.
فكان أن اختار النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم ليكون رفيقًا له في هجرته من مكة إلى المدينة.. وما كان ذلك إلا لأنه لمس فيه صدق المشاعر والمروءة والنبل.. هكذا نحن حينما نجد هذه الصفات في شخص ما، علينا ألا نخسره مهما كانت الأسباب.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟الإنسان كائن اجتماعي
مما لاشك فيه أن الإنسان كائن اجتماعي، وبالتالي فإنه يحيا حيث وجود الناس، لكنه يميل أكثر إلى الصادقين في مشاعرهم، وما ذلك إلا لأنه يثق فيهم، يمنحونه الأمان، فينام قرير العين.
فقد كانت حياة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم هكذا قبل البعثة وبعدها، كان ينام وسط أصحابه قرير العين، ولا يخشى شيئًا ثقة في الله وفيهم.. منحوه الأمان وأعلنوها صراحة الموت في سبيل رفع كلمة الحق.. فكان الاتفاق دون كتابته أو حتى دون الحديث عنه أن يكون الأمان هو ما يجمع بينهم جميعًا.
وهذا نبي الله يوسف عليه السلام، يستقبل إخوته بحب على الرغم ما فعلوه فيه قبل ذلك بإلقائه في غيابة الجب، لكنه الإحساس بالأمان الذي كان يريده، وصدق المشاعر الذي لمسه فيهم وأنهم ندموا على ما فعلوا فكانت النتيجة: «مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي » (يوسف: 100).
الإنسانية
أن تكون عزيزي المسلم، صادقًا المشاعر فأنت إذن إنسانًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بل أنت إذن مسلمًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
فهذا الفاروق عمر ابن الخطاب، يقول للنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك»، فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الآن يا عمر».
اقرأ أيضا:
"وكان أبوهما صالحًا".. قصة رؤيا عجيبة لوالد "الشيخ الحصري" قبل مولده.. كيف تحققت؟