ورد سؤال إلى موقع "amrkhaled.net" من رجل يبلغ من العمر أربعين عاما، يقول إنه مفتون جدًا بحب النساء، ولا يستطيع أن يمنع بصره عن النظر إليهن، بل أنه دائمًا ما يتعرض إلى الفتنة بهن حال نظرت إليه إحداهن، فقد يكون ذاهبًا إلى عمله ويترك العمل ويمضي في طريقها للتعرف عليها، الأمر الذي يعرضه لحرج دائم مع النساء قد تصل لحد اتهامه بالتحرش، كما كشف عن أنه دائما التفكير في الزواج من امرأة أخرى غير زوجته، حتى أن زوجته وبسبب افتضاح نواياه طلبت الطلاق، وهددته بترك المنزل؟
كثير من الرجال في سن الأربعين يفتنون بالنساء، خاصة وأن شهوة الرجل في هذا العمر تكون في أوجها، بالإضافة إلى تعلق الرجال بالنساء خلال هذه المرحلة التي يعجب فيها الرجل بنفسه، وباكتمال رجولته، فضلاً عن تفكيره في البحث عن المتعة قبل اندثار وسامته بعد هذا العمر وظهور معالم الكبر عليه.
إلا أن العاقل من عرف فالتزم، وتحشم فاتقى، وأدرك العاقبة، فعمل على تجنب الحرام.
والعلاج من القرآن الكريم: ""قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ . وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ" (النور:30-31)
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: "يا علي! لا تتبع النظرة النظرة؛ فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة".
واعلم أيها الرجل أن العاقل أيضًا من حفظ وقاره، وحدد أهدافه، فبالرغم من أن الزواج والتعدد ليس حرامًا، إلا أنه قد يأتي عليك بمشكلات لا داعي لها، خاصة إذا كان لمجرد فض شهوة،لا تنتهي سواء بالزواج من واحد أو أربعة خاصة وأنك تقولأنك مفتون جدًا بالنساء، وبالتالي المشكلة لديك ليست في الزواج، ولكن في فتنتك بالنساء.
وإنما تكون الفتنة في النساء نتيجة إطلاق النظر إليهن، في زمن أصبحت فيه الكاسيات عاريات، كما أن ضياع الوقت في الجري ورائهن هو ضياع لعمرك وحياتك دون جدوى، بل أنه ضياع لدينك أيضا.
يقول الله تعالى: "كما في قوله في آية آل عمران: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ [آل عمران:14].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أسامة بن زيد -رضي الله تعالى عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء[1]، متفق عليه.