كان الفاروق عمر رضي الله عنه يقول : " لست بالخبّ- الماكر- ولا الخبّ يخدعني"، ومع ذلك كان شديد المراقبة لعماله وولاته على البلدان.
شروطه مع العمال:
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا بعث عماله شرط عليهم أن لا تركبوا برذونا، ولا تأكلوا نقيا، ولا تلبسوا رقيقا، ولا تغلقوا أبوابكم دون حوائج الناس، فإن فعلتم شيئا من ذلك فقد حلت بكم العقوبة؛ ثم يودعهم.
وكان يقول: إني لم أسلطكم على دماء المسلمين، ولا على ضرب جلودهم، ولا على أعراضهم، ولا على أموالهم، ولكني بعثتكم لتقيموا بهم الصلاة، وتقسموا فيهم فيئهم، وتحكموا بينهم بالعدل، فإذا أشكل عليكم شيء فارفعوه إليّ.. ألا فلا تضربوا العرب فتذلوها، ولا تحمروها فتفتنوا، ولا تعتلوا عليها فتحرموها، جردوا القرآن.
كما كان يقتص من عماله، وإذا شكي إليه عامل له جمع بينه وبين من شكاه، فإن صح عليه أمر يجب أخذه به أخذه به.
وكان رضي الله عنه إذا استعمل رجلا أشهد عليه رهطا من الأنصار وغيرهم يقول: إني لم أستعملك على دماء المسلمين، ثم يوجه له النصائح أمامهم.
وأرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى سعيد بن عامر الجمحي فقال: إنا مستعملوك على هؤلاء تسير بهم إلى أرض العدو فتجاهد بهم، فقال: يا عمر لا تفتني.
فقال عمر: والله لا أدعكم، جعلتموها في عنقي – اي الإمارة- ثم تخليتم عني، إنا أبعثك على قوم لست أفضلهم، ولست أبعثك لتضرب أبشارهم، ولتنتهك أعراضهم؛ ولكن تجاهد بهم عدوهم، وتقسم بينهم فيئهم.
اظهار أخبار متعلقة
كتبه إلى ولاته:
وروى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال: إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعثني إليكم أعلمكم كتاب ربكم، وسنة نبيكم، وأنظف طرقكم.
ووقع بين عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص أمر، حيث كتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: إنا قد خططنا لك دارا عند المسجد الجامع.
فكتب إليه عمر: إنى لرجل من الحجاز تكون له دار بمصر، وأمره أن يجعلها سوقا للمسلمين.
كما كتب إليه أيضا :«أما بعد: فإنه بلغني أنك اتخذت منبرا ترقى به على رقاب الناس، أو ما بحسبك أن تقوم قائما والمسلمون تحت عقبيك، فعزمت عليك لما كسرته» .
وكتب إلى عتبة بن فرقد رضي الله عنه نحن بأذربيجان: «يا عتبة بن فرقد، إنه ليس من كدّك ولا من كدّ أبيك ولا من كدّ أمك، فأشبع المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك؛ وإياكم والتنعم وزي أهل الشرك ولبوس الحرير» .