أخبار

بالفيديو.. عمرو خالد: أفضل طريقة تزيل خوفك وقلقك على مستقبلك (الفهم عن الله - 2)

لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟

هل يصح صيام وصوم النفساء عند ارتفاع الدم قبل الأربعين؟

"جنة المحاربين ولجام المتقين".. هل سمعت هذه المعاني من قبل عن الصوم؟

4 كلمات لا تتوقف عن ترديدها خلال صومك

"إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".. هل سمعت بهذه المعاني؟

كيف تتغلب على رائحة الفم الكريهة أثناء الصوم؟

حافظ على صومك.. احذر "مؤذن الشيطان ومصايده"

5 أشياء تبطل الصوم وتوجب القضاء.. تعرف عليها

لماذا شرع الله الصوم.. هذه بعض حكمه

ماذا حدث في مصر بعد غرق فرعون وقومه ومن ورث ملكهم وكنوزهم؟

بقلم | خالد يونس | السبت 18 يوليو 2020 - 05:28 م

كان غرق فرعون وجنوده خلال مطاردتهم نبي الله موسى عليه السلام وبني إسرائيل حدثًا عظيما في تاريخ مصر الفرعونية، فما الذي جرى بعد هذا الحدث ومن ورث ما تركه آل فرعون؟

 توجد آيتان في القرآن قد تبدوان متعارضتان في الظاهر، قال الله تعالى: ﴿ فَأَخْرَجْنَاهُمْ  مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ  وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَلِكَ  وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾  [الشعراء:  57 - 59].

وقال سبحانه: ﴿ كَمْ  تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ  وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ  كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ  وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴾ [الدخان:  25 - 28].

ففي الآية الأولى ذكر الله أن أموال فرعون وقومه ورثها بنو إسرائيل، وفي الآية الثانية ذكر الله أن الذي ورثها قوم آخرون، وظاهر ذلك أن القوم الآخرين غير بني إسرائيل!

وإن قلنا: إن القوم الآخرين هم بنو إسرائيل فكيف نوجه وراثة بني إسرائيل لكنوز آل فرعون وجناتهم وهم قد هاجروا من مصر إلى الشام؟!.

وعند النظر في أقوال المفسرين لبيان معنى الآيتين ورفع الإشكال، تبين أن للمفسرين وجوهاً كثيرة في بيان ذلك- بحسب ما ذكر الشيخ محم بن علي المطيري في "الألوكة"- كما يلي:

الوجه  الأول : ذكر بعض المفسرين أن المراد بالقوم الآخرين في الآية الثانية هم بنو إسرائيل المذكورون في الآية الأولى، وعلى هذا فلا تعارض بين الآيتين، قال الواحدي: (وكذلك إن الله رد بني إسرائيل إلى مصر بعدما أغرق فرعون وقومه، فأعطاهم جميع ما كان لقوم فرعون من الأموال والعقار والمساكن) الوسيط (3/ 354). وينظر: تفسير مقاتل بن سليمان (3/ 822)، تفسير ابن كثير (7/ 253).

وقد ذكر ابن جرير في تفسير قوله تعالى: ﴿ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ﴾ [البقرة: 61] أن أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود كانا يقرآنها ﴿ اهْبِطُوا مِصْرَ ﴾ [البقرة: 61] بلا تنوين، ونقل ابن جرير عن أبي العالية والربيع بن أنس أن بني إسرائيل بعد غرق فرعون رجعوا إلى مصر. ينظر: تفسير ابن جرير (2/ 23)، وجعل ابن جرير هذا القول محتملا ولم يستبعده.

قال ابن كثير: (لما أهلك الله فرعون وجنوده استقرت يد الدولة الموسوية على بلاد مصر بكمالها، كما قال الله تعالى:﴿ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴾ [الأعراف: 137]) تفسير ابن كثير (4/ 294).

وقال طنطاوي: (لا مانع من عودة الضمير في قوله تعالى: ﴿ وَأَوْرَثْنَاهَا ﴾ إلى الجنات والعيون والكنوز التي أخرج الله تعالى منها فرعون وقومه، بأن عاد موسى ومن معه إلى مصر- لفترة معينة- بعد هلاك فرعون وملئه، ثم خرجوا منها بعد ذلك مواصلين سيرهم إلى الأرض المقدسة، التي أمرهم موسى عليه السلام بدخولها) التفسير الوسيط لطنطاوي (10/ 251).

كنوز قارون


وما قصه الله علينا في القرآن عن قارون أنه كان من قوم موسى عليه السلام وأنه كان يملك الكنوز العظيمة يؤيد هذا القول، فلعل كنوز قارون التي أخبرنا الله في القرآن عن كثرتها هي مما ورثه قارون من قوم فرعون بعد غرقهم، ولا يوجد دليل قاطع على أن خسف الله لقارون وداره وأمواله كان قبل إغراق فرعون، كما لا يوجد دليل قاطع على أن موسى ومن معه بعد غرق فرعون توجهوا مباشرة إلى أرض الشام وحصل لهم التيه في أرض سيناء، بل ظاهر سياق القرآن أن بني إسرائيل بعد غرق فرعون أنزلهم الله منازل طيبة، قال سبحانه: ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ﴾ [يونس: 90 - 93]،

قال السمرقندي: (﴿ مُبَوَّأَ صِدْقٍ ﴾ يعني: منزل صدق، وهو أرض مصر. وذلك أن الله تعالى قد وعد لهم بأن يورثهم أرض مصر، فلما غرق فرعون رجع موسى عليه السلام ببني إسرائيل إلى أرض مصر، فنزلوا بها وسكنوا الديار) بحر العلوم للسمرقندي (2/ 131). وينظر: تفسير البغوي (2/ 433)، تفسير الزمخشري (2/ 369)، تفسير الخازن التنزيل (2/ 463).

لقاء موسى والخضر


ويؤيد ذلك ما قصه الله علينا من أن موسى سافر مع فتاه يوشع حتى بلغ مجمع البحرين ووجد الخضر، وركب معه البحر وقتل غلاما ومر بمدينة، فالظاهر أن ذلك كان بعد إغراق فرعون وقبل حصول التيه لبني إسرائيل في سيناء.

ويؤيد ذلك أيضا ما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم من أن موسى حج البيت، ففي صحيح مسلم (166) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بوادي الأزرق فقال: ((أي واد هذا؟)) فقالوا: هذا وادي الأزرق، قال: ((كأني أنظر إلى موسى عليه السلام هابطا من الثنية وله جؤار إلى الله بالتلبية)) ثم أتى على ثنية هرشى فقال: ((أي ثنية هذه؟)) قالوا: ثنية هرشى، قال: ((كأني أنظر إلى يونس بن متى عليه السلام على ناقة حمراء جعدة عليه جبة من صوف، خطام ناقته خلبة وهو يلبي)) فالظاهر أن حج موسى كان بعد إغراق فرعون وقبل حصول التيه، ولا عبرة بإنكار اليهود أن يكون موسى حج البيت فقد أخبرنا الله في القرآن أن إبراهيم أذَّن في الناس بالحج، فكل مؤمن بعد إبراهيم فهو مأمور بالحج إن كان مستطيعا، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بحج بعض الأنبياء، وأخبر أيضا أن عيسى بن مريم سيحج البيت في آخر الزمان كما في صحيح مسلم (1252).

ولا عبرة أيضا بكون اليهود أو بعض المؤرخين لا يذكرون أن بني إسرائيل رجعوا إلى مصر بعد إغراق آل فرعون، قال الألوسي: (لا اعتبار بالتواريخ وكذا الكتب التي بيد اليهود اليوم لما أن الكذب فيها كثير، وحسبنا كتاب الله تعالى، وهو سبحانه أصدق القائلين، وكتابه جل وعلا مأمون من تحريف المحرفين) روح المعاني للألوسي (13/ 122).

 وراثة ملك  الشام 


الوجه  الثاني: ذهب ابن عطية وابن جزي والمراغي وابن عاشور إلى أن القوم الآخرين غير بني إسرائيل، وأن بني إسرائيل لم يرثوا ملك فرعون في مصر ولكنهم ورثوا ملكا مثله في أرض الشام، والمقصود نوع الملك الذي زال عن فرعون وملئه وورثه بنو إسرائيل.

الوجه  الثالث: ذكر ابن عطية والخفاجي احتمالاً ضعيفاً وهو أن الله ورَّث بني إسرائيل مصر بعد مدة طويلة من الدهر، واستشكلا ذلك بكون التواريخ لم تتضمن ملك بني إسرائيل في مصر. ينظر: تفسير ابن عطية (4/ 232)، حاشية الشهاب الخفاجي (7/ 14).

الوجه  الرابع: ذهب محمد رشيد رضا ورجحه جماعة من علماء مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر إلى أن المعنى أن بني إسرائيل ورثوا ملك فرعون في أرض الشام؛ لأن الشام كانت تابعة لمصر في عهد فرعون. ينظر: تفسير المنار لمحمد رشيد رضا (9/ 86)، التفسير الوسيط لجماعة من العماء بإشراف مجمع البحوث بالأزهر (9/ 856).

وقد أيد محمد رشيد رضا رأيه بأنه جاء في الأثر المصري الوحيد الذي ذُكِر فيه بنو إسرائيل (وهو المعروف برقم 34025 المحفوظ في متحف مصر) أن الإله رع التفت إلى مصر فولد منفتاح ملك مصر [وهو اسم فرعون]، فخضع له القيروانيون والحيثيون والكنعانيون وعسقلان وجزال وينعمام، وأصبحت فلسطين خلية لمصر والأراضي كلها مضمومة في حفظه. ينظر: تفسير المنار لمحمد رشيد رضا (9/ 70).

الوجه  الخامس: قال ابن عاشور: (وقيل: ضمير ﴿ أَوْرَثْنَاهَا ﴾ عائد إلى خصوص الكنوز؛ لأن بني إسرائيل استعاروا ليلة خروجهم من جيرانهم المصريين مصوغهم من ذهب وفضة وخرجوا به كما تقدم في سورة طه [يعني في قوله تعالى: ﴿ حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا ﴾ [طه: 87]) التحرير والتنوير لابن عاشور (19/ 134).

الوجه  السادس:قال ابن عجيبة: (التحقيق أنهم ملكوا التصرف في مصر، ووصلت حكومتهم إليها، ولم يرجعوا إليها، والله تعالى أعلم) البحر المديد لابن عجيبة (4/ 137). وينظر: روح المعاني للألوسي (13/ 122).

الوجه  السابع:لا مانع أن يكون بعض الذين خرجوا مع موسى رجعوا إلى مصر بعد غرق فرعون فورثوا أموالهم، وقد نقل هذا الاحتمال الألوسي عن بعض العلماء ولم يسمه، وإن صح هذا فقد يكون الذين رجعوا إلى مصر هم الذين قال لهم موسى: ﴿ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 61] على القول بأن المراد بمصر بلاد فرعون كما نقله ابن جرير عن بعض السلف، والله أعلم. وينظر: تفسير ابن جرير (2/ 23)، روح المعاني للألوسي (10/ 83).

فهذه سبعة وجوه محتملة في الجمع بين الآيتين، وهي كافية في الجمع بين الآيتين ورفع الإشكال المذكور، ولا نجزم بشيء من هذه الوجوه؛ لأنه لا يعلم حقيقة الحال إلا الله علام الغيوب، وأظهر الوجوه عندي هو الوجه الأول؛ لأن ظاهر القرآن في الآية الأولى أن بني إسرائيل ورثوا أموال فرعون وجنده، ويكون في التعبير في الآية الثانية بأنهم قوم آخرون زيادة فائدة بأن القوم الآخرين يعم بني إسرائيل وغيرهم ممن ورث شيئا من أملاك فرعون وجنده، وذلك يشمل بني إسرائيل ويشمل الفراعنة الذين حكموا مصر بعد غرق فرعون، والله أعلم بالصواب، وما أوتينا من العلم إلا قليلا.




الكلمات المفتاحية

موسى عليه السلام بني إسرائيل غرق فرعون ملك مصر كنوز فرعون

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled كان غرق فرعون وجنوده خلال مطاردتهم نبي الله موسى عليه السلام وبني إسرائيل حدثًا عظيما في تاريخ مصر ، فما الذي جرى بعد هذا الحدث ومن ورث ما تر