عبد الله بن عمر بن الخطاب صحابي جليل محدث وفقيه وابن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، وأحد المكثرين في الفتوى، وكذلك هو من المكثرين في رواية الحديث النبوي عن الرسول ولد في العام العاشر من الهجرة النبوية الشريفة وتوفي في العام 73هجرية
كان الصحابي الجليل ابن فاروق الأمة من أكثر الناس اقتداءً بسيرة النبي محمد، ومن أكثرهم تتبُّعًا لآثاره بل كان قبلة لطُلاّب الحديث والفتاوى في المدينة المنورة، وطلاّب العطايا لما عُرف عنه من سخائه في الصدقات، والزهد في الدنيا.
الصحابي الجليل شارك في عدداً من المشاهد مع النبي محمد، ثم شارك بعد وفاة النبي في فتوح الشام والعراق وفارس ومصر وإفريقية. ولما قامت الفتن بعد مقتل عثمان بن عفان، وبعد وفاة يزيد بن معاوية، آثر ابن عمر اعتزال الفتن.
ابن الفاروق رضي الله عنهما كان محل احترام وثقة المسلمين، فحاول عثمان بن عفان توليته القضاء، وعرض عليه علي بن أبي طالب ولاية الشام، ورشحه أبو موسى الأشعري للخلافة يوم التحكيم بين جيشي علي ومعاوية، إلا أنه اعتذر عن ذلك كله، وحرص على عدم الانخراط في أمور الحكم تجنبًا منه للخوض في دماء المسلمين .
عبدالله بن عمر رضي الله عرف عنه ورعه وتقواه ، حيث أنه رفض أن يتولى منصب القضاء ، وذلك لأنه كان يخشى أن يقع في ظلم أي شخص وهو يعلم عاقبة الظالمين وكيف أعدّ الله هم عذاب أليم ، وقد قال له عثمان بن عفان رضي الله عنه حينما عرض عليه المنصب :”أتعصيني؟” ، فأجابه عبدالله :”كلا ؛ ولكن بلغني أن القضاة ثلاثة : قاضٍ يقضي بجهل فهو في النار ، وقاضٍ يقضي ويصيب فهو كفاف لا وزر ولا أجر ، وإني لسائلك بالله أن تعفيني” ، وهو ما جعل عثمان بن عفان رضي الله عنه يقوم بإعفائه من تلك المهمة .
الصحابي الجليل عرف عنه سابقته وجهاده في سبيل الله بكل شجاعة وقوة إيمان ، وكانت مشاركته الأولى في غزوة الخندق ، ثم شارك في كل الغزوات والبيعات التي أتت فيما بعد ، وقد توجه إلى العراق من أجل المشاركة في معركة اليرموك والقادسية ، حيث فتح العراق ومجموعة من المدن الأخرى .
صفة الكرم كانت مسيطرة علي الصحابي الجليل حيث اشتهر بأنه كان لا يأكل الطعام إلا إذا أطعم منه المساكين والمحتاجين ، ومن إحدى مواقفه التي رواها جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قوله :” أن امرأة ابن عمرعوتبت فيه ، فقيل لها : أما تلطفين بهذا الشيخ ؟ فقالت : فما أصنع به ، لا نصنع له طعاما إلا دعا عليه من يأكله .
وتستكمل زوجة الصحابي الجليل القصة بالقول :فأرسلت إلى قوم من المساكين كانوا يجلسون بطريقه إذا خرج من المسجد فأطعمتهم ، وقالت لهم : لا تجلسوا بطريقه ، ثم جاء إلى بيته فقال : أرسلوا إلى فلان وإلى فلان ، وكانت امرأته أرسلت إليهم بطعام ، وقالت : إن دعاكم فلا تأتوه ، فقال ابن عمر رضي الله تعالى عنه : إن أردتم أن لا أتعشى الليلة ، فلم يتعش تلك الليلة “.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهامن المحطات البارزة في حياة الصحابي الجليل موقفه من الفتنة فقد كان عبدالله بن عمر شاهدًا على الفتنة التي وقعت بين سيدنا علي و معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ، فكان موقفه واضحًا ومحددًا من تلك الفتنة ، حيث أكد رفضه التام لاستخدام الطرق القتالية في مسألة فض النزاع بين الطرفين.
الصحابي الجليل اعتزل الصراع بين سيدنا علي ومعاوية وجميع الفتن التي جرت بعد وفاة سيدنا معاوية حتي لقي ربه في العام 73هجرية عن عمر يناهز 74عاما حيث كان أخر من توفي من صحابة النبي وتم موارته الثري في مقابر المهاجرين بمكة المكرمة