الرسول القدوة.. مواقف لا تنسى في عدله مع اليهود وخصومه
بقلم |
عامر عبدالحميد |
الاحد 17 مارس 2024 - 03:02 ص
" الحق ما شهدت به الأعداء"، ويكفي في حق النبي صلى الله عليه وسلم من عدله ووفائه وحفظه للجوار والذمم، ما شهد به أكبر اليهود كعب بن أسد سيد بني قريظة، حينما قال :" لم أرَ من محمد إلا وفاءً وبرّ".
الصحابي عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي مع يهودي:
يقول عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي رضي الله عنه كان ليهودي عليه أربعة دراهم فاستعدى عليه. فقال: يا محمد، إن لي على هذا أربعة دراهم وقد غلبني عليها. قال: «أعطه حقه» . قال: والذي بعثك بالحق ما أقدر عليها، قال: «أعطه حقه» . قال: والذي نفسي بيده ما أقدر عليها، قد أخبرته أنك تبعثنا إلى خيبر فأرجو أن تغنمنا شيئا فأرجع فأقضيه، قال: «أعطه حقه». وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال ثلاثا لم يراجع. فخرج ابن أبي حدرد إلى السوق وعلى رأسه عصابة وهو متزر ببردة، فنزع العمامة عن رأسه فاتزر بها ونزع البردة فقال: اشتر مني هذه البردة، فباعها منه بأربعة دراهم. فمرّت عجوز فقالت: مالك يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرها، فقالت: ها دونك هذا البرد - لبرد عليها طرحته عليه.
قصة رجلين من الأنصار:
جاء رجلان من الأنصار يختصمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواريث قد مضت ليس لها بينة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم «إنكم تختصمون إليّ وإنما أقضي برأيي فيما لم ينزل علي فيه، فمن قضيت له فيه بحجته يقتطع بها شيئا من حق أخيه فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من النار، يأتي يوم القيامة انتظاما في عنقه». فبكى الرجلان وقال كل واحد منهما: يا رسول الله حقي له. فقال النبي صلى الله عليه وسلم «أما إذا فعلتما ما فعلتما فاذهبا، وتوخيا الحق، واقتسما، واقترعا، وليحلل كل واحد منكما صاحبه.
قصة أعرابي:
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه دينا كان عليه، فاشتد عليه حتى قال: أحرج عليك إلا قضيتني، فانتهره أصحابه، فقالوا: ويحك، تدري من تكلم؟ فقال: إني أطلب حقي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم «هلا مع صاحب الحق كنتم؟» ثم أرسل إلى خولة بنت قيس فقال لها: إن كان عندك تمر فاقرضينا حتى يأتينا تمر فنقضيك. فقالت: نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله. فأقرضته، فقضى الأعرابي وأطعمه. فقال: أوفيت أوفى الله لك فقال: "أولئك خيار الناس إنه لا قدّس الله أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه".
زوجة حمزة بن عبد المطلب:
تقول خولة بنت قيس - امرأة حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنهما - قالت: كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسق من تمر لرجل من بني ساعدة، فأتاه يقتضيه، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأنصار أن يقضيه، فقضاه تمرا دون تمره فأبى أن يقبله، فقال: أترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الرجل: نعم ومن أحق بالعدل من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتحلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدموعه ثم قال: "صدق، ومن أحق بالعدل مني؟ لا قدس الله أمة لا يأخذ ضعيفها حقه من شديدها". ثم قال: "يا خولة، عديه واقضيه، فإنه ليس من غريم يخرج من غريمة راضيا إلا صلت عليه دواب الأرض وحيتان البحار، وليس من عبد يلوي غريمة وهو يجد إلا كتب الله عليه في كل يوم وليلة إثما".